الخميس، 7 أبريل 2016

مطار صلالة الدولي

مطار صلالة الدولي: البوابة الجوية الجنوبية لسلطنة عمان

يُمثل مطار صلالة الدولي (Salalah International Airport) المنفذ الجوي الرئيسي الثاني في سلطنة عمان بعد مطار مسقط الدولي، حيث يحتل موقعاً استراتيجياً مهماً على السهل الساحلي لمحافظة ظفار على بُعد 5.5 كيلومترات فقط من مركز مدينة صلالة الحضري. يشهد المطار تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث تم افتتاح المطار الدولي الجديد في نوفمبر 2015 بالتزامن مع احتفالات العيد الوطني الخامس والأربعين للسلطنة. تبلغ الطاقة الاستيعابية الحالية للمطار مليوني مسافر سنوياً، مع وجود خطط توسعية طموحة تهدف إلى رفع طاقته إلى 6 ملايين مسافر سنوياً، مما يجعله أحد أهم الاستثمارات الوطنية في قطاع الطيران المدني والبنية التحتية السياحية.

مطار صلالة الدولي Salalah International Airport

التطور التاريخي لمطار صلالة الدولي

يعود تاريخ إنشاء مطار صلالة إلى عام 1977، حيث بدأ نشاطه بتشغيل رحلات جوية محلية محدودة تربط محافظة ظفار بالعاصمة مسقط، بالإضافة إلى بعض الرحلات المستأجرة المتقطعة. شهد المطار نقطة تحول كبيرة في يوليو 2003 مع بداية عمليات الخطوط العمانية وعدد من الناقلات الخليجية بتسيير رحلات منتظمة إلى صلالة خلال موسم الخريف. وفي أبريل 2004، دخلت الخطوط الجوية الهندية التاريخ كأول شركة طيران أجنبية تنطلق برحلات منتظمة على مدار العام من وإلى مطار صلالة. مع حلول عام 2005، انطلقت صلالة كوجهة سياحية جاذبة في الأسواق الأوروبية، مما أدى إلى إطلاق رحلات موسمية مستأجرة من عدة مدن أوروبية ساهمت بشكل ملحوظ في زيادة أعداد المسافرين.

تُعد مدينة صلالة إحدى أبرز الوجهات السياحية في منطقة الخليج العربي، حيث تستضيف مهرجاناً سنوياً يستقطب مئات الآلاف من الزوار، كما تستقبل ملايين السياح سنوياً من دول الخليج والعالم العربي والدولي، الذين يتوافدون للاستمتاع بفصل الصيف المعتدل المعروف محلياً باسم "خريف صلالة" الذي يمتد من يونيو حتى سبتمبر. ويشكل المطار الدولي الجديد داعماً أساسياً للنهضة السياحية في المحافظة، حيث يسهم في زيادة أعداد السياح ويوفر أعلى معايير الراحة والأمان للزوار.

التصميم المعماري ومرافق مطار صلالة المتطورة في المطار الجديد

يتميز مطار صلالة الدولي الجديد بتطبيقه أحدث النظم التكنولوجية والمعايير العالمية في إدارة المطارات، حيث يعمل على تعزيز حركة النقل الجوي وربط صلالة بالمدن الرئيسية في الخليج العربي والعالم، بالإضافة إلى تسهيل الوصول المباشر إلى محافظة ظفار وجذب الاستثمارات السياحية والاقتصادية. تم تنفيذ مشروع التطوير على مساحة إجمالية تزيد عن 150 ألف متر مربع، يشغل مبنى الركاب منها 65 ألف متر مربع، مصمماً لاستيعاب مليوني مسافر سنوياً، مع توزيع المساحات المتبقية على 27 مبنى خدمياً مصاحباً يتوزع حول صالتَي الوصول والمغادرة.

تشمل مرافق المطار المتطورة مواقف سيارات متعددة الطوابق، برج مراقبة جوية متقدم، مدرجين رئيسيين للطائرات، 8 جسور جوية مكيفة، مناطق متعددة لوقوف الطائرات، مبنى متكامل للشحن الجوي، منشأة للتزود بالوقود، وورشة متطورة لصيانة الطائرات. ويعمل من المطار مجموعة متنوعة من الناقلات الجوية المحلية والدولية بشكل منتظم، بما في ذلك طيران السلام وطيران الخليج والطيران العماني، بالإضافة إلى عدد من الناقلات الدولية الأخرى.

خدمات مطار صلالة المتكاملة والمرافق الحديثة

يقدم مطار صلالة الدولي مجموعة متكاملة من الخدمات عالية الجودة، حيث يضم صالات واسعة للمسافرين، متاجر للتجزئة، مطاعم عالمية ومحلية، مراكز خدمات الأعمال، وصالات لكبار الشخصيات. تتسع مواقف السيارات لما يصل إلى 1957 مركبة، مع تخصيص مناطق متميزة لسيارات الأجرة والحافلات. وتشمل صالة الوصول مكاتب متعددة لشركات تأجير السيارات، مكاتب صرافة، أجهزة الصراف الآلي، ومراكز خدمة العملاء لشركات الاتصالات المحلية.

أما صالة المغادرة فتوفر تجربة سفر استثنائية تشمل صالات متميزة لركاب الدرجة الأولى والأعمال، متاجر للهدايا التذكارية والمنتجات العمانية الأصيلة، مكتبة ثرية، مقاهي مريحة، غرف للصلاة مجهزة بأعلى المعايير، مناطق جلوس مريحة، هواتف عمومية، ودورات مياه فاخرة. للمسافرين الراغبين في حجز طيران رخيص من المطار، يمكنهم الاستفادة من العروض التنافسية التي تقدمها الناقلات العاملة في المطار.

يشكل المطار جزءاً من الشبكة المتكاملة للمطارات العمانية التي تشمل أيضاً مطار صحار ومطار خصب ومطار الدقم ومطار المصيرة، مما يعزز من التواصل بين مختلف مناطق السلطنة ويدعم التنمية الاقتصادية الشاملة.

أحدث تطورات مطار صلالة

شهد مطار صلالة خلال عام 2025 طفرة واضحة في الخدمات وعدد المسافرين، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 4.5% ليصل إلى أكثر من 657 ألف مسافر حتى منتصف العام. أطلق المطار لأول مرة خدمة إنهاء إجراءات السفر عبر السيارة خلال موسم خريف ظفار، إلى جانب تدشين أكشاك الخدمة الذاتية وخدمة "سافر أسهل" التي تسمح للمسافرين بإنهاء إجراءات السفر وتسليم الأمتعة بسهولة دون الحاجة لدخول مبنى المطار، مما قلل الازدحام ورفع رضا المسافرين.

كما تم افتتاح فروع جديدة لشركات الاتصالات وتوسعة منشآت المسافرين ومواقف السيارات، وعززت شركات طيران إقليمية ودولية من وجودها عبر مطار صلالة خلال موسم الذروة، شملت رحلات عارضة إضافية. يستمر المطار في مسار تطويره ضمن خطة مدينة المطار التي تهدف إلى استقطاب استثمارات ضخمة وتحويل المطار إلى منظومة متكاملة للنقل واللوجستيات والضيافة حتى عام 2030.

ليست هناك تعليقات:

تفضل باستفسارك