الجمعة، 31 مارس 2017

مطار الداخلة الدولي: بوابة الداخلة المغربية

مطار الداخلة الدولي (Dakhla Airport) هو أحد أهم المطارات الواقعة في جنوب غرب المملكة المغربية، ويخدم مدينة الداخلة الشهيرة بموقعها الاستراتيجي على شبه جزيرة ضيقة ممتدة داخل مياه المحيط الأطلسي في الصحراء المغربية. يحمل المطار رمز الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA: VIL)، ورمز منظمة الطيران المدني الدولية (ICAO: GMMH)، ويخضع لإشراف المكتب الوطني للمطارات التابع لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بالمغرب. يمثل المطار البوابة الجوية الرئيسية إلى هذه المنطقة النائية، وهو يشكل حلقة وصل بين الداخلة وباقي مدن المغرب الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط ومراكش وأغادير، كما يستقطب حركة متزايدة من السياحة الدولية بفضل موقع المدينة الفريد الذي جعلها وجهة عالمية لرياضات ركوب الأمواج، والتزلج على الماء، ورياضات الكايت سيرف.

مطار الداخلة الدولي Dakhla Airport

تاريخ ونشأة مطار الداخلة الدولي

تعود جذور مطار الداخلة إلى أربعينيات القرن العشرين، حيث استُخدم أثناء الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الجوية الأمريكية باعتباره محطة توقف استراتيجية على طريق النقل العسكري بين أوروبا وأفريقيا. فقد كان المطار جزءًا من شبكة لوجستية مهمة لربط مطارات داكار في السنغال جنوبًا وأغادير شمال المغرب. ومع نهاية الحرب، انتقلت السيطرة إلى السلطات المغربية، ليتم استغلال المطار في الأغراض العسكرية والمدنية في الوقت ذاته.

مع مرور العقود، تطور المطار ليصبح أحد المرافق الجوية المعتمدة لنقل الركاب والبضائع من وإلى الجنوب المغربي، حيث اعتمدته القوات الجوية المغربية رسميًا، قبل أن يخضع بالكامل لإدارة المكتب الوطني للمطارات. ومع نمو النشاط السياحي في الداخلة منذ بداية الألفية الثالثة، بدأ المطار في لعب دور أكبر بكثير من مجرد نقطة عسكرية – إذ أصبح شريانًا اقتصاديًا وسياحيًا يربط هذه المنطقة بالعالم الخارجي. وقد تم إدراجه رسميًا كمطار دولي يستقبل رحلات تجارية منتظمة وشارتر سياحية خاصة.

مرافق مطار الداخلة الدولي

يضم المطار بنية تحتية متوسطة الحجم لكن جرى تطويرها لتلبية الزيادة المتسارعة في أعداد المسافرين. يتميز بمدرج واحد رئيسي يبلغ طوله 3,000 متر وعرضه 45 مترًا، ما يسمح باستقبال طائرات متوسطة الحجم مثل Boeing 737 وAirbus A320. كما يحتوي على ساحة لوقوف الطائرات تبلغ مساحتها حوالي 18,900 متر مربع، وصالة ركاب رئيسية تمت توسعتها عام 2010 من 670 مترًا مربعًا إلى ما يقارب 2,600 متر مربع، وهو ما رفع طاقتها الاستيعابية من 55 ألف مسافر إلى حوالي 330 ألف مسافر سنويًا.

إلى جانب ذلك، يحتوي المطار على برج مراقبة حديث مزود بتقنيات للملاحة الجوية، إضافة إلى مبنى مخصص للخدمات الفنية والتقنية بمساحة 1,000 متر مربع. كما يوفر المطار مواقف سيارات تستوعب حوالي 180 مركبة، مع إمكانية التوسع مستقبلًا استجابة للنمو السياحي. وخلال السنوات الأخيرة، تم إدخال تحسينات تتعلق بأنظمة الأمن والسلامة ومرافق استقبال السياح، بما في ذلك تخصيص مساحات أكبر للجمارك ومكاتب تأجير السيارات ومكاتب السياحة المحلية.

الرحلات والخدمات الجوية

تشغل الخطوط الملكية المغربية معظم الرحلات المنتظمة من وإلى مطار الداخلة، حيث يتم ربط المدينة يوميًا بالدار البيضاء، التي تمثل مركز النقل الجوي الأول بالمغرب. كما توجد رحلات موسمية أو خاصة إلى وجهات مغربية أخرى مثل مراكش وأكادير، مما يسهل على السياح الوصول مباشرة إلى المدينة دون الحاجة للمرور بالدار البيضاء.

في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام الدولي بالداخلة كوجهة سياحية، مما دفع شركات طيران أوروبية إلى برمجة رحلات عارضة من باريس، مدريد، وفرانكفورت، خاصة في مواسم العطل. وقد شهد المطار خلال فترة ما بعد 2020 عودة تدريجية للرحلات الدولية مع تعافي قطاع الطيران من جائحة كوفيد-19، حيث تسعى السلطات المغربية إلى تعزيز مكانة الداخلة كبوابة سياحية عالمية.

الأهمية الاقتصادية والسياحية

تبرز أهمية مطار الداخلة الدولي بفضل الدور السياحي المحوري لمدينة الداخلة، والتي تُعرف عالميًا بكونها "عاصمة الرياضات البحرية" في المغرب. فالمدينة تستقطب آلاف الزوار سنويًا لممارسة الكايت سيرف، ركوب الأمواج، والتجديف، إلى جانب السياحة البيئية والرحلات الصحراوية. وبفضل المطار، أصبح الوصول إلى الداخلة أسرع وأسهل مقارنة بعقود مضت حين كانت المنطقة شبه معزولة.

كما يلعب المطار دورًا اقتصاديًا متناميًا، إذ يساهم في نقل البضائع والمنتجات المحلية مثل الأسماك والمنتجات البحرية الطازجة إلى باقي مدن المغرب وحتى إلى أسواق خارجية. وتعمل السلطات المغربية منذ 2021 على دراسة مشاريع لتوسعة إضافية للمطار ورفع طاقته الاستيعابية إلى أكثر من نصف مليون مسافر سنويًا، وذلك ضمن رؤية لجعل الداخلة قطبًا سياحيًا دوليًا قادرًا على استقبال مؤتمرات ومهرجانات عالمية.

خدمات مستقبلية ومشاريع تطوير

في إطار الاستراتيجية الوطنية للمطارات المغربية، تم إدراج مطار الداخلة ضمن برنامج تطوير يهدف إلى تحديث البنية التحتية وزيادة القدرة التشغيلية. تشمل الخطط المستقبلية إنشاء مبنى ركاب جديد بمساحة أكبر وتجهيزات متقدمة، إضافة إلى إمكانية إنشاء مدرج ثانٍ في حال ارتفاع الطلب السياحي بشكل مستدام. كما يُتوقع إدخال مزيد من شركات الطيران منخفضة التكلفة لتسيير رحلات مباشرة من أوروبا، خاصة بعد الاهتمام الكبير الذي تبديه وكالات السياحة العالمية بالمنطقة.

وعلى الرغم من أن المطار ما زال متوسط الحجم مقارنة بالمطارات الكبرى في المغرب مثل مطار محمد الخامس بالدار البيضاء أو مطار مراكش المنارة، إلا أنه يُعتبر عنصرًا استراتيجيًا في تعزيز مكانة الداخلة كمقصد سياحي واستثماري على خريطة المغرب والقارة الأفريقية ككل.

الجمعة، 24 مارس 2017

مقاعد الطائرة الأكثر أمانا في حالة الحوادث

عند التفكير في السفر لأول مرة عبر الطائرة، يتبادر إلى ذهن الكثير من المسافرين هاجس السلامة، وتحديدًا: هل لمكان الجلوس داخل الطائرة دور في رفع فرص النجاة في حال وقوع حادث؟ هذه الفكرة أصبحت متكررة بشكل كبير خاصة لدى من لا يملكون خبرة طويلة في السفر الجوي. فبينما يجلس بعض الركاب قرب النوافذ بحثًا عن المتعة بالمناظر، يفضل آخرون المقاعد المجاورة للممر لسهولة الحركة، لكن يبقى السؤال الأكثر تكرارًا: ما هي المقاعد الأكثر أمانًا على متن الطائرة؟

من المهم بدايةً التأكيد على أن السفر الجوي هو الأكثر أمانًا عالميًا مقارنة بوسائل النقل الأخرى. تشير تقارير السلامة الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إلى أن احتمالية الوفاة نتيجة حادث طيران تبلغ تقريبًا واحدًا من بين عشرة آلاف حادث محتمل، في حين أن حوادث الطرق تتسبب في نسب وفاة أعلى بمئات المرات، تصل إلى واحد من كل مائة تقريبًا. هذا يعكس أن الطيران، رغم التغطية الإعلامية الضخمة التي تحظى بها أي حادثة، يبقى وسيلة نقل عالية الأمان، بل وتزداد موثوقيته مع تطور التكنولوجيا ومعايير الصيانة العالمية.

ورغم هذه الأرقام المطمئنة، إلا أن بعض الحوادث المأساوية التي يتم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل الإعلام، إلى جانب قصص الناجين الذين غالبًا ما يربطون نجاتهم بمكان جلوسهم، تغذي القلق لدى فئة من المسافرين. ولهذا السبب قامت عدة مراكز بحثية وجامعات مرموقة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) بإجراء دراسات معمقة على آلاف الحوادث السابقة، شملت تحليل أماكن جلوس الركاب، نسب الوفيات، وسرعة الإخلاء في الظروف المختلفة.

مقاعد الطائرة الأكثر أمانا

ما الذي تكشفه الدراسات عن المقاعد الأكثر أمانًا؟

أجرت مجلة Time بالتعاون مع المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي (NTSB) دراسة شاملة على بيانات تمتد لأكثر من خمسين عامًا وتشمل أكثر من 4400 حادث مسجل. النتائج أظهرت أن توزيع نسب النجاة ليس عشوائيًا بالكامل، بل هناك أنماط واضحة مرتبطة بأقسام معينة داخل الطائرة:

المقاعد الوسطى في الطائرة الأقل أمانًا

  • 41% من الوفيات سُجلت في المقاعد الواقعة بمنتصف الطائرة.
  • 30% في الثلث الأمامي (خاصة عند الاصطدام المباشر).
  • 29% في الثلث الخلفي، الذي يُظهر بعض الأمان النسبي.

وهذا يشير إلى أن المقاعد في الجزء الخلفي قد تمنح ميزة طفيفة من حيث الأمان، رغم أن عوامل أخرى قد تغير النتائج.

المقاعد بجانب النوافذ أكثر عرضة للخطر

  • 40% من الوفيات وقعت بين ركاب المقاعد الملاصقة للنوافذ.
  • 38% في المقاعد المجاورة للممر.
  • 22% فقط في المقاعد الوسطية (غير الملاصقة لا للممر ولا للنافذة).

يُعزى ذلك إلى أن المقاعد بجوار النوافذ تكون عادة أبعد عن مخارج الطوارئ، كما أن الإصابات قد تزيد عند حدوث اصطدام جانبي أو تحطم في هيكل الطائرة.

لا فرق يذكر بين جانبي الطائرة

  • 52% من الضحايا جلسوا على الجانب الأيمن.
  • 48% على الجانب الأيسر.

النتيجة: لا يوجد تأثير حقيقي لمكان المقعد من حيث كونه يمينًا أو يسارًا.

عوامل أخرى أكثر أهمية من المقعد نفسه

من المهم التوضيح أن مكان المقعد ليس العامل الوحيد، بل ظروف الحادث ونوعه هي المحدد الرئيسي. فعلى سبيل المثال:

  • في حالات الحرائق، تكون سرعة الإخلاء عبر مخارج الطوارئ هي الأهم.
  • في حالات الاصطدام الأمامي، المقاعد الخلفية أكثر أمانًا.
  • في حالات الانحراف على المدرج، المقاعد القريبة من المخارج الجانبية تقلل زمن الخروج.

الاستنتاج النهائي

يمكن القول إن المقاعد القريبة من مخارج الطوارئ والمجاورة للممر تمنح فرصًا أكبر للنجاة، خصوصًا عند الحاجة للإخلاء السريع. ومع ذلك، لا يمكن الجزم بأن هناك "أفضل مقعد على الإطلاق"، إذ أن كل حادث له ظروفه الخاصة. المهم أن يتذكر المسافر أن الطيران يظل آمنًا بشكل استثنائي مقارنة بأي وسيلة نقل أخرى، وأن الالتزام بتعليمات السلامة والاستماع لطاقم الطائرة قد يكون العامل الأهم في رفع فرص النجاة أكثر من اختيار المقعد نفسه. طالع: ارشادات المسافر بالطيران لأول مرة

الاثنين، 20 مارس 2017

مطار القدس الدولي - مطار عطاروت

مطار القدس الدولي  Jerusalem International Airport، المعروف تاريخياً باسم مطار قلندية ثم لاحقاً بمسمى مطار عطاروت بعد عام 1967م، يُعد واحداً من أبرز المعالم الجوية في فلسطين التاريخية، ويرتبط تاريخه ارتباطاً وثيقاً بالتحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة على مدار القرن العشرين. يقع المطار شمال مدينة القدس، على الطريق الرابط بين القدس ورام الله، وبالتحديد في بلدة قلندية. وقد حمل عبر تاريخه عدة رموز دولية للطيران: رمز JRS من اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، ورمز OJJR قبل عام 1967م، ثم LLJR بعد الاحتلال الإسرائيلي. توقف تشغيل المطار منذ عام 2001م نتيجة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

مطار القدس الدولي Jerusalem International Airport

البدايات في عهد الانتداب البريطاني

تأسس مطار قلندية في عشرينيات القرن الماضي خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. في البداية كان عبارة عن مدرج صغير يُستخدم لأغراض عسكرية وإدارية، حيث وفر قاعدة جوية للقوات البريطانية، كما خدم كبار المسؤولين والضيوف المتجهين إلى القدس. مع تزايد أهمية الموقع، بدأت سلطات الانتداب في عام 1931م حملة توسعة كبيرة شملت مصادرة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في قلندية، وهدم منازل واقتلاع بساتين، لتشييد مبانٍ ومنشآت إضافية. وفي عام 1936م تم افتتاح المطار رسمياً أمام الرحلات المدنية، ليصبح أول مطار دولي عامل في القدس وضواحيها.

الفترة الأردنية وانتعاش الحركة الجوية

مع اندلاع حرب 1948م ودخول القوات العربية الفلسطينية والأردنية إلى منطقة قلندية، انتقل المطار إلى سلطة المملكة الأردنية الهاشمية، وحمل منذ ذلك الحين رمز OJJR التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو). خلال عقدي الخمسينيات والستينيات شهد المطار نهضة لافتة، حيث بُنيت صالة وصول ومغادرة حديثة وصالة لكبار الزوار، الأمر الذي ساعد على انتظام الرحلات التجارية. أصبحت الخطوط الجوية الملكية الأردنية وطيران الشرق الأوسط من أبرز الشركات المشغلة للمطار، مع تسيير رحلات يومية إلى عواصم عربية مهمة مثل بيروت، القاهرة، وعمان. كذلك استخدم المطار في استقبال طائرات الملوك والرؤساء والزعماء السياسيين والدينيين، مما عزز مكانته كبوابة جوية رئيسية للقدس وفلسطين.

مرحلة الاحتلال الإسرائيلي وتغيير الهوية

بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967م واحتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية، سيطرت سلطات الاحتلال على المطار وغيرت اسمه إلى مطار عطاروت، كما عدلت رمزه الدولي إلى LLJR. خلال السبعينيات والثمانينيات عملت إسرائيل على تطوير المطار وتشغيله بشكل منتظم، في محاولة لفرض شرعيتها السياسية عبر قطاع الطيران. إلا أن الجهود الدبلوماسية العربية والدولية حالت دون اعتراف المنظمات الجوية العالمية باستخدام المطار كمنفذ دولي تحت الإدارة الإسرائيلية، ما أجبر سلطات الاحتلال على قصر نشاطه على الرحلات الداخلية والرحلات العارضة (الشارتر).

إغلاق المطار والانتفاضة الثانية

في نهاية التسعينيات، ومع مفاوضات كامب ديفيد عام 2000م، أدرجت إسرائيل قرية عطاروت والمطار في مخططاتها التوسعية بالقدس، الأمر الذي رفضه الوفد الفلسطيني باعتبار المطار جزءاً من البنية التحتية الوطنية الفلسطينية. ومع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م، تعرض المطار لأضرار جسيمة نتيجة المواجهات، وأصبح تشغيله غير ممكن بسبب قرب المدرج من المناطق السكنية وتكرار استهداف الطائرات بالحجارة. وفي عام 2001م أعلنت سلطات الاحتلال إغلاق المطار نهائياً أمام حركة الطيران المدني، ليطوى بذلك فصل طويل من تاريخه.

الوضع الحالي وخطط الاستيطان

اليوم، لم يعد المطار موجوداً كمنشأة جوية فعالة. بدلاً من ذلك، تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي استغلال أرضه لأغراض استيطانية وصناعية، إذ طرحت بلدية الاحتلال في القدس مشاريع تهدف لتحويل مساحة المطار إلى منطقة صناعية وتجارية كبرى، في إطار خططها لتوسيع السيطرة على شمال القدس وربط المستوطنات المحيطة بها. في المقابل، تؤكد السلطة الفلسطينية والمنظمات الدولية أن المطار جزء أصيل من القدس الشرقية، ولا يحق للاحتلال تغيير طابعه أو مصادرة مساحاته.

الخطوط الجوية التي استخدمت المطار

خلال الفترة الأردنية قبل عام 1967م، كانت الخطوط الملكية الأردنية وطيران الشرق الأوسط من أبرز شركات الطيران التي شغلت رحلات يومية إلى مطار القدس الدولي. وبعد الاحتلال الإسرائيلي، شغلت شركتا أركيا والعال الإسرائيلية رحلات تجارية داخلية حتى إغلاق المطار عام 2001م. وهكذا ظل المطار على مدى عقود محطة رئيسية للربط الجوي، قبل أن يتوقف نشاطه بالكامل بفعل الظروف السياسية والأمنية.

تغير رموز المطار عبر الزمن

الفترةالرمز (إيكاو)الرمز (إياتا)الملاحظات
1920 - 1948غير محددغير محددمرحلة الانتداب البريطاني
1948 - 1967OJJRJRSتحت الإدارة الأردنية
1967 - 2001LLJRJRSتحت الاحتلال الإسرائيلي

شركات الطيران المشغلة

الفترةشركات الطيراننوع الرحلات
1950 - 1967الخطوط الملكية الأردنية، طيران الشرق الأوسطرحلات دولية منتظمة
1967 - 2001العال، أركيارحلات داخلية وشارتر

للاطلاع على دراسة متعمقة حول تاريخ مطار القدس الدولي، يمكن تحميل البحث المنشور في العدد 35 من مجلة القدس الفصلية الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية: In Search of Jerusalem Airport - Nahed Awwad

طالع أيضا: مطار ياسر عرفات الدولي

الجمعة، 17 مارس 2017

طيران بترا - خطوط بترا الجوية

طيران بترا (Petra Airlines) هي شركة طيران أردنية خاصة تأسست عام 2005م كشركة مساهمة تابعة لمجموعة رم RUM Group، وهي إحدى الشركات الرائدة في مجال السياحة والنقل الجوي في الأردن. اتخذت الشركة من العاصمة عمّان مقراً رئيسياً لها، واعتمدت على مطار عمّان المدني كمركز عمليات أساسي، إلى جانب محطة فرعية في مطار الملكة علياء الدولي. تحمل الشركة رمز IATA: 9P، ورمز ICAO: PTR، ونداءها الجوي PETRA AIRLINES.

طيران بترا Petra Airlines

تاريخ تأسيس طيران بترا والنشأة

تم تأسيس شركة بترا للطيران في عام 2005م لتكون ذراع الطيران منخفض التكلفة لمجموعة "رم"، وسُمّيت بهذا الاسم تيمناً بمدينة البتراء التاريخية، أحد أبرز المعالم السياحية في الأردن والعالم. بدأت الشركة عملها كمشغّل رحلات شارتر عام 2011م، ثم حصلت على رخصة التشغيل المجدول في عام 2012م، مما مكنها من تسيير رحلات منتظمة إلى عدد من الوجهات الإقليمية.

مجموعة رم – جذور طيران بترا المؤسسية

تعود جذور شركة بترا للطيران إلى مجموعة رم RUM Group، التي تأسست عام 2000م كشركة محدودة المسؤولية تحت اسم Rum Tourism Transport LLC، لتقديم خدمات النقل السياحي داخل الأردن وخارجه. بدأت عملياتها فعلياً في عام 2002م، ثم توسعت عبر الاستحواذ على فندق "الوليد" في منطقة الصويفية التجارية، وهو فندق بوتيكي صغير يتميز بمعدلات إشغال مرتفعة ويخدم شركات السياحة والسفر.

في عام 2006م، تم إدراج أسهم مجموعة رم في بورصة عمّان تحت الرمز (RUMM)، برأسمال مدفوع بلغ 6 ملايين دينار أردني. وفي عام 2008م، نفذت المجموعة عملية استحواذ جديدة لشركة سياحية داخلية بغرض توسيع خدماتها التسويقية في قطاع السياحة. وبحلول عام 2009م، أصبحت المجموعة تضم خمس علامات تجارية رئيسية هي:

  • Rum Trans – النقل البري السياحي
  • Rum Tours – تنظيم الرحلات السياحية
  • Rum Hotels – إدارة الفنادق
  • Rum Group – الشركة القابضة الأم
  • Petra Airlines – الذراع الجوي للطيران منخفض التكلفة

وفي أكتوبر 2017م، تمت زيادة رأس المال المدفوع لمجموعة رم إلى 21 مليون دينار أردني، مما عزز من قدرتها الاستثمارية في قطاع النقل الجوي والسياحة.

نشاط المجموعة والخدمات المتكاملة

تتبنى مجموعة رم نموذج الخدمات المتكاملة الذي يشمل قطاعات النقل والسياحة والطيران والفنادق. وتشمل أنشطتها الرئيسية ما يلي:

  • النقل السياحي داخل الأردن وخارجه
  • تملك وإدارة الفنادق
  • تأجير وتشغيل الطائرات
  • تشغيل شركات طيران منخفضة التكلفة
  • التأمين والوساطة المالية
  • المشاريع الصناعية والخدمية

شراكة بترا للطيران مع العربية للطيران

في يناير 2015م، وقّعت مجموعة رم اتفاقية مع شركة العربية للطيران الإماراتية، حيث قامت ببيع 49% من أسهم طيران بترا إلى العربية للطيران، مع احتفاظها بنسبة السيطرة البالغة 51%. تم تأسيس كيان جديد باسم العربية للطيران الأردن ليكون مركزاً إقليمياً لتشغيل الرحلات المنخفضة التكلفة من عمّان إلى وجهات في الخليج وشمال أفريقيا وأوروبا. بهذه الخطوة، أصبحت بترا للطيران أول شركة طيران أردنية تدخل في تحالف تشغيلي استراتيجي مع واحدة من أبرز شركات الطيران الاقتصادية في المنطقة.

حادث مطار طرابلس 2013م

في 3 يوليو 2013م، تعرضت طائرة من طراز إيرباص A320-212 تابعة لطيران بترا لحادث أرضي في مطار طرابلس الدولي – ليبيا. وقع الحادث أثناء الصيانة عندما انفجرت أسطوانة أوكسجين في مقصورة الطاقم، ما تسبب في تلف أنف الطائرة والأسلاك الكهربائية واندلاع حريق محدود في لوحة التشغيل. أُصيب أحد الفنيين بإصابة طفيفة، فيما خرجت الطائرة من الخدمة مؤقتاً لإجراء الإصلاحات. لم تقع إصابات بين الركاب، إذ كانت الطائرة على الأرض.

أسطول بترا للطيران والوجهات

استلمت طيران بترا أولى طائراتها عام 2010م، وبدأت عملياتها فعلياً في عام 2011م كمشغل رحلات شارتر، ثم انتقلت إلى الرحلات المجدولة في 2012م. خلال عام 2014م، توسع أسطول الشركة ليشمل طائرتين من طراز إيرباص A320، استخدمتهما لتسيير رحلات إلى وجهات مثل: الدمام، شرم الشيخ، المدينة المنورة، طرابلس، والإسكندرية.

السنةعدد الطائراتالطرازملاحظات
20101Airbus A320الطائرة الأولى
20142Airbus A320اكتمال الأسطول التشغيلي

هوية الشركة ورؤيتها

تميزت طيران بترا بكونها أول شركة أردنية تسعى إلى الجمع بين الأسعار الاقتصادية والخدمة الأردنية التقليدية. ركزت رؤيتها على جعل السفر الجوي أكثر إتاحة للشرائح السياحية والعائلية، مع الالتزام بمعايير السلامة الدولية وخدمة الوجهات الإقليمية القريبة بكفاءة عالية.

بيانات تعريفية

العنصرالقيمة
الاسم التجاريطيران بترا – Petra Airlines
رمز إياتا (IATA)9P
رمز إيكاو (ICAO)PTR
رمز النداءPETRA AIRLINES
البلدالأردن
المقر الرئيسيعمّان
مركز العملياتمطار عمّان المدني – مطار الملكة علياء الدولي
المالك الرئيسيمجموعة رم RUM Group
الشريك الاستراتيجيالعربية للطيران (49%)
تاريخ التأسيس2005م
بدء العمليات2011م

الأحد، 12 مارس 2017

لماذا تبقي نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

لماذا تُبقي نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

من بين جميع تعليمات السلامة التي يطلبها طاقم الطائرة قبل الإقلاع والهبوط، تبقى واحدة من أكثرها إثارة للتساؤل: لماذا يُطلب من الركاب إبقاء نوافذ الطائرة مفتوحة في هاتين المرحلتين الحرجتين من الرحلة؟ قد يظن البعض أن الأمر بسيط أو غير مهم، لكن في الحقيقة وراء هذا الإجراء أسباب علمية وأمنية دقيقة تهدف إلى ضمان أقصى درجات الأمان للركاب والطاقم معًا.

كثير من المسافرين يفضلون إغلاق النوافذ لتجنب أشعة الشمس القوية، خصوصاً في الرحلات الطويلة أو عند الرغبة في النوم. ومع ذلك، يحرص المضيفون والمضيفات على التأكد من أن جميع النوافذ مفتوحة قبل الإقلاع أو الهبوط. فما السر في ذلك؟ وهل لهذا القرار علاقة بسلامة الطائرة فعلًا؟ في هذا المقال، سنفكك هذه الظاهرة بالتفصيل لنعرف السبب الحقيقي وراء هذا الإجراء.

أهمية النوافذ في مقصورة الطائرة

النافذة ليست مجرد وسيلة للنظر إلى الغيوم أو التقاط الصور، بل تُعد جزءاً مهماً من بنية الطائرة ومن نظام مراقبة السلامة داخل المقصورة. فهي تتيح التواصل البصري بين الركاب والعالم الخارجي، كما تساعد الطاقم في مراقبة حالة المحركات والأجنحة والإطارات أثناء الإقلاع أو الهبوط.

  • لماذا لا تتطابق جميع المقاعد مع النوافذ؟
  • ماذا يحدث لو انكسرت نافذة الطائرة أثناء التحليق؟
  • ولماذا تحتوي النوافذ على ثقوب صغيرة؟

كل هذه الأسئلة أثارت فضول المسافرين على مر السنين، ولكن من بينها يظل السؤال الأهم هو: لماذا تبقى نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

لماذا تبقي نوافذ الطائرة مفتوحة عند الإقلاع والهبوط؟

السبب الحقيقي وراء إبقاء النوافذ مفتوحة عند الإقلاع والهبوط

قبل كل إقلاع وهبوط، تمر مضيفات الطيران على المقاعد للتأكد من عدة إجراءات أساسية: ربط أحزمة الأمان، إغلاق الطاولات، ترتيب المتعلقات الشخصية، وإرجاع المقاعد إلى وضعها العمودي. ومن بين هذه التعليمات، التأكد من أن كل نافذة مفتوحة بالكامل. هذا الإجراء ليس شكلياً، بل هو جزء من خطة السلامة المعتمدة عالمياً من قبل سلطات الطيران المدني ومنظمة الطيران الدولية (ICAO).

عند سؤال خبراء الطيران ورؤساء طواقم الضيافة عن السبب، كانت الإجابة واحدة تقريباً: فتح النوافذ خلال الإقلاع والهبوط يُعد من إجراءات السلامة المهمة لأنه يسمح برؤية أفضل داخل المقصورة وخارجها، وهو ما يساعد الطاقم في تقييم أي موقف طارئ بسرعة، سواء كان اندلاع حريق، أو عطل في أحد المحركات، أو مشكلة في الأجنحة أو الإطارات.

كيف تساعد النوافذ المفتوحة في تعزيز الأمان؟

عند بقاء النوافذ مفتوحة، يستطيع طاقم الطائرة والركاب ملاحظة ما يجري في الخارج فوراً. ففي حال ظهور دخان أو شرارة أو تسرب وقود، يمكن للركاب تنبيه الطاقم بسرعة، مما يمنح الجميع وقتاً إضافياً لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

كما يتيح فتح النوافذ دخول الضوء الطبيعي إلى المقصورة، مما يساعد الركاب والطاقم على التأقلم مع الإضاءة الخارجية. هذا الأمر بالغ الأهمية، خصوصاً في حال حدوث طارئ يتطلب إخلاء الطائرة خلال ثوانٍ قليلة، فالعين البشرية تحتاج وقتاً للتكيف مع تغير الإضاءة، وفتح النوافذ يضمن أن تكون الرؤية واضحة للجميع.

العلاقة بين الإضاءة وسرعة الإخلاء

تضع أنظمة السلامة الجوية معياراً صارماً لإخلاء أي طائرة في حال الطوارئ خلال 90 ثانية فقط، بغض النظر عن عدد الركاب أو حجم الطائرة. وفي مثل هذه الحالات، تكون الرؤية الواضحة عنصراً حاسماً لتحديد المخارج الأكثر أماناً. إذا كانت النوافذ مغلقة والمقصورة مظلمة، فقد يفقد الطاقم الثواني الثمينة في تحديد الاتجاه الصحيح أو تقييم الخطر بالخارج.

كما أن إبقاء النوافذ مفتوحة يمنح طاقم الضيافة رؤية أفضل للبيئة الخارجية— هل هناك دخان على جانب معين؟ هل يوجد حريق في أحد الأجنحة؟ بناءً على هذه الملاحظات، يمكنهم توجيه الركاب إلى المخرج الأنسب وتجنب المناطق الخطرة.

هل هذه القاعدة إلزامية في كل شركات الطيران؟

ليست جميع شركات الطيران تطبق هذا الإجراء بالطريقة نفسها، لكن معظمها يعتمد عليه كجزء من إجراءات السلامة القياسية (Standard Operating Procedures). بعض الشركات تفرضه بشكل صارم، بينما تعتبره شركات أخرى إجراءً احترازياً. ومع ذلك، في كلتا الحالتين، الهدف واحد: تقليل المخاطر في أكثر مرحلتين خطورة من الرحلة – الإقلاع والهبوط.

معلومة إضافية: دور النوافذ في التواصل البصري أثناء الطوارئ

في حال وقوع حادث أو هبوط اضطراري، يحتاج رجال الإنقاذ والمراقبون الأرضيون إلى رؤية واضحة داخل المقصورة. وجود النوافذ المفتوحة يُسهل عملية التواصل البصري السريع مع الطاقم لمعرفة إذا كان الركاب بأمان أو إذا كانت هناك إصابات. لذلك، يُعد رفع غطاء النوافذ في هذه المراحل جزءاً من منظومة إنقاذ متكاملة تبدأ قبل الإقلاع بلحظات.

خلاصة: إجراء بسيط... لكنه قد ينقذ حياة

قد يبدو رفع ستارة النافذة أمراً بسيطاً أو روتينياً، لكن في عالم الطيران، كل تفصيلة صغيرة يمكن أن تصنع فارقاً كبيراً في الأمان. فتح النوافذ يمنح الطاقم رؤية أوضح، ويُسرّع اتخاذ القرار في المواقف الحرجة، كما يساعد الركاب على البقاء متيقظين لأي طارئ محتمل.

في المرة القادمة التي تطلب منك مضيفة الطيران فتح النافذة قبل الإقلاع أو الهبوط، تذكّر أن هذا ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو خطوة مدروسة ومبنية على مئات التجارب والدراسات في مجال سلامة الطيران. الأمان في السماء يبدأ من تفاصيل بسيطة — وواحدة منها هي نافذتك.

طالع ايضا: ارشادات المسافر بالطيران لأول مرة