الخميس، 26 أبريل 2018

مطار هرجيسا - مطار عجال الدولي

يقع مطار هرجيسا الدولي  Hargeisa Airport، المعروف أيضًا باسم مطار عجال الدولي، إلى الجنوب من مدينة هرجيسا عاصمة أرض الصومال. ورغم أنه يُدار محليًا كمنشأة دولية، إلا أن المجتمع الدولي يعتبره ضمن البنية التحتية التابعة للصومال. رمز الإياتا الخاص به هو HGA ورمز الإيكاو HCMH.

مطار هرجيسا عجال الدولي Hargeisa Airport

تاريخ مطار هرجيسا عجال الدولي

شُيّد مطار هرجيسا الدولي في منتصف خمسينيات القرن الماضي على يد سلاح الجو الملكي البريطاني، ثم توسع لاحقًا ليستوعب المزيد من المرافق مثل مواقف السيارات ومبنى للركاب. وخضع خلال الثمانينيات لتطوير إضافي في عهد سياد بري ليستوعب الطائرات الأكبر حجمًا. وقد تضرر بشكل كبير أثناء الحرب الأهلية الصومالية، قبل أن يخضع لعدة مراحل من إعادة التأهيل أبرزها عامي 2012–2013 بدعم من سلطات أرض الصومال وجهات دولية مثل الصندوق الكويتي ووكالة التنمية الأمريكية، ليعاد افتتاحه رسميًا في أغسطس 2013.

سمي المطار أيضا بمطار عجال الدولي على اسم الرئيس الثاني لصومالي لاند (أرض الصومال)، محمد حاجي إبراهيم عقال. و قد عمل عقال رئيسًا لوزراء الصومال في أوائل الستينات من القرن الماضي أثناء الإدارة المدنية للبلاد بعد الاستقلال، قبل أن يصبح لاحقًا الرئيس الثاني لأرض الصومال.

خلال الأحداث التي سبقت الحرب الأهلية الصومالية في أوائل التسعينات، تضررت البنية التحتية لمطار هرجيسا الدولي بشكل كبير. ومع ذلك، تم إصلاح المرفق تدريجيا على مدى السنوات القليلة اللاحقة. خضع المطار لتجديدات كبيرة في الفترة 2012-2013م. حيث تم غلق طرق المطار مؤقتًا خلال عام 2012م حيث خضع مدرجه لأعمال تجديد كبيرة، بتمويل من سلطات أرض الصومال وصندوق الكويت ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية. أعيد فتح المرافق في وقت لاحق في 17 أغسطس 2013م، مع توسيع محطات الوصول والمغادرة، بالإضافة إلى خمسة توربينات رياح جديدة. كما ستساعد محطة مراقبة بيانات الرياح المركبة في تشغيل المطار.

تطور مطار هرجيسا الدولي التاريخي

1954: إنشاء مطار هرجيسا الدولي على يد القوات البريطانية.

1958: توسعة مطار عجال الدولي تضمنت مواقف سيارات ومبنى ركاب.

ثمانينيات القرن الماضي: تحديث لاستيعاب الطائرات الأكبر في عهد سياد بري.

بداية التسعينيات: تضررت البنية التحتية بسبب الحرب الأهلية.

2012–2013: أعمال إعادة تأهيل شاملة بتمويل من سلطات الإقليم والصندوق الكويتي ووكالة التنمية الأمريكية، مع تركيب توربينات رياح وتجديد المدرج.

2014: إطلاق مشروع طاقة ريحية لدعم المطار والمناطق المحيطة.

تطورات مطار عجال الدولي الحديثة (2014 – 2025)

شهد مطار هرجيسا الدولي منذ عام 2014 سلسلة من المشاريع التي عززت من دوره كبنية تحتية جوية رئيسية في أرض الصومال. فقد ساهم مشروع الطاقة الريحية، الذي أطلق منتصف عام 2014، في تزويد مطار عجال الدولي والمجتمعات المجاورة بالكهرباء، ليصبح واحدًا من أوائل المطارات في شرق أفريقيا التي تدخل الطاقة المتجددة ضمن عملياتها التشغيلية.

وفي يناير 2025، وقعت وزارة الطيران في أرض الصومال اتفاقية استثمارية مع شركة إماراتية متخصصة، بقيمة تقديرية بلغت 70 مليون دولار، تهدف إلى إعادة بناء أجزاء واسعة من المطار. وتشمل الخطة تحديث مبنى الركاب، توسعة المرافق الفنية، وتطوير الأنظمة التشغيلية لتتماشى مع المعايير الدولية، بما يسمح بزيادة الطاقة الاستيعابية للرحلات والركاب على حد سواء.

إلى جانب ذلك، انضمت شركات طيران إقليمية ودولية إلى شبكة مطار عجال الدولي، من أبرزها العربية للطيران التي تسير رحلات منتظمة إلى مطار الشارقة، مما ساعد في ربط هرجيسا بمراكز عبور عالمية. ومن المتوقع أن تفتح هذه الاستثمارات الباب أمام مزيد من الوجهات والشركات، معززة الدور الاستراتيجي للمطار في منطقة القرن الأفريقي.

مرافق مطار هرجيسا الدولي

يمتلك مطار هرجيسا الدولي مدرجًا رئيسيًا مرصوفًا بالإسفلت يبلغ طوله نحو 2,4 كيلومتر وعرضه 45 مترًا، وهو كافٍ للتعامل مع معظم الطائرات التجارية متوسطة الحجم. كما يضم برج مراقبة مجهزًا بأنظمة ملاحية وأرصاد جوية، ومنطقة مخصصة لوقوف الطائرات وتزويدها بالوقود وصيانتها، إضافة إلى مبنى للركاب يستوعب عشرات الآلاف من المسافرين سنويًا.

في عام 2012م، تم تعليق عمل مطار عجال الدولي مؤقتًا حيث خضع مدرجه لتجديدات كبيرة، بتمويل من سلطات صوماليلاند، الصندوق الكويتي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. أعيد فتح المطار في 17 أغسطس 2013م، مع محطات وصول وخروج موسعة، بالإضافة إلى خمس توربينات جديدة للرياح. كما ستساعد محطة مراقبة بيانات الرياح المركبة في تشغيل المطار.

في يونيو 2014م، افتتحت حكومة أرض الصومال والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مشروعًا جديدًا لطاقة الرياح في المطار لتوفير الطاقة لكل من مطار هرجيسا والمجتمعات المحيطة بها.

الخطوط الجوية العاملة في مطار عجال الدولي

يخدم مطار هرجيسا الدولي عدد من شركات الطيران الإقليمية والدولية، حيث تُسيَّر رحلات مباشرة إلى وجهات مثل الشارقة ودبي وجيبوتي والقاهرة ونيروبي وجدة، عبر شركات منها العربية للطيران، فلاي دبي، الخطوط الجيبوتية، إضافة إلى ناقلات إقليمية مثل جنوب إفريقيا إكسبريس للطيران وخطوط جوبا الجوية.

أهمية مطار عجال الدولي

يشكل مطار هرجيسا الدولي شريانًا حيويًا لأرض الصومال، ليس فقط من حيث الربط الجوي، بل أيضًا عبر مشاريعه الداعمة للبنية التحتية مثل الطاقة الريحية. وهو يمثل واجهة الإقليم أمام العالم رغم وضعه السياسي غير المعترف به دوليًا.

الجمعة، 20 أبريل 2018

أجنحة لبنان - خطوط الأجنحة اللبنانية

تُعد شركة أجنحة لبنان Wings of Lebanon واحدة من شركات الطيران الخاصة في لبنان، حيث نشأت بهدف تلبية الطلب على خدمات الطيران العارض واستئجار الطائرات. يقع مقرها الرئيسي في العاصمة بيروت، وتعمل انطلاقاً من مطار رفيق الحريري الدولي الذي يمثل المحور الأساسي لرحلاتها. عُرّفت الشركة بالرمز الدولي لاتحاد النقل الجوي (IATA) تحت الحرفين W7، وبالرمز التشغيلي للمنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) تحت الكود WLB، كما حصلت على شهادة مشغل جوي لبناني (AOC) التي تخوّلها تشغيل رحلات تجارية دولية. ومع توقف عملياتها لاحقاً في عام 2020 نتيجة الأزمة المالية في لبنان وتداعيات جائحة كورونا، فإنها تظل جزءاً من تاريخ صناعة الطيران الخاص في المنطقة.أجنحة لبنان Wings of Lebanon

تاريخ أجنحة لبنان

بدأت شركة أجنحة لبنان تحت ملكية مجموعة النخال التي اشتهرت في مجال السياحة والسفر، حيث دخلت إلى سوق الطيران اللبناني عبر تشغيل رحلات مستأجرة في البداية، ثم توسعت في يوليو 2016 لتشمل خدمات النقل الجوي الدولي عبر مطار رفيق الحريري الدولي. تم الاستحواذ على الشركة من قبل المساهمين الجدد في عام 2017م، واستلمت الإدارة الجديدة في أبريل 2017م خططًا لتنمو وتوسّع أعمالها. على مدار تاريخها التشغيلي، استخدمت الشركة طائرات من طراز بوينغ 737-300، ثم أضافت لاحقاً طائرات حديثة نسبياً مثل بوينغ 737-700 المستأجرة، وكذلك طائرات إيرباص A319 و إيرباص A321 لتلبية الطلب الموسمي المتزايد. غير أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان اعتباراً من 2019، إلى جانب انهيار العملة المحلية، أدت إلى تراجع نشاط الشركة بشكل كبير، وصولاً إلى تعليق عملياتها عام 2020.

و هي تعد شركة متخصصة في التأجير (ACMI)، أو التأجير الرطب (توريد الطائرات مع الطاقم، الصيانة والتأمين)، ومتخصصة ايضا في الرحلات الجوية الخاصة والمخططة، و تقدم أجنحة لبنان خدمة عملاء مؤهلة بدرجة عالية، مع خبرة تجارية وتقنية وتشغيلية طويلة الأمد.

بحسب ما جاء في تصريحاتها التسويقية، ركّزت أجنحة لبنان على توفير حلول مرنة لرحلات الحج والفعاليات الرياضية والرحلات الخاصة، سواء في أوروبا أو آسيا أو أفريقيا. وقدمت الشركة خدمات التأجير الرطب (ACMI) لشركات طيران أخرى حول العالم، وهو النموذج التشغيلي الذي يقوم على توفير الطائرة مع طاقمها وصيانتها وتأمينها. كانت مهمتها المعلنة ترتكز على تقديم تجربة سفر مميزة قائمة على الالتزام بالسلامة التشغيلية، والجودة، والموثوقية. تميز طاقمها بخبرات متعددة وقدرات لغوية تشمل العربية، الإنجليزية والفرنسية، مما منحها القدرة على خدمة شرائح واسعة من العملاء الدوليين. ومع التغيرات في قطاع الطيران العالمي، خصوصاً بعد جائحة كوفيد-19، أصبح هذا النموذج التشغيلي شائعاً بشكل متزايد، إذ تلجأ شركات الطيران المتوسطة والصغيرة إلى مثل هذه الحلول لتعويض النقص في الأساطيل والكوادر.

أسطول أجنحة لبنان

خلال سنوات تشغيلها، كان أسطول أجنحة لبنان محدوداً نسبياً مقارنة بالشركات الإقليمية الكبرى. ففي مرحلة معينة، اقتصر الأسطول على طائرة وحيدة من طراز بوينغ 737-300، بينما كانت الشركة قد استحوذت سابقاً على طائرة إيرباص A319-100 قبل أن تُباع لاحقاً إلى الخطوط الجوية الإريترية في أبريل 2017. كذلك، كانت هناك خطط لإضافة طائرة بوينغ 737-700 لدعم عملياتها الموسمية والدولية، إلا أن الظروف الاقتصادية والمالية حالت دون استكمال عملية التوسع. هذا الوضع عكس هشاشة قطاع الطيران اللبناني في ظل الأزمات المتكررة، حيث تجد الشركات الخاصة صعوبة في الحفاظ على أسطول ثابت أو تحديثه بانتظام.

خدمات تأجير الطائرات

اعتمدت أجنحة لبنان بشكل رئيسي على نموذج التأجير الرطب (ACMI)، حيث وفرت الطائرات مع الطاقم والصيانة والتأمين لشركات أخرى، إضافة إلى تشغيل رحلات مخصصة مثل رحلات الحج، الفعاليات الرياضية، والمؤتمرات. ركزت في استراتيجيتها على السلامة التشغيلية، الجودة، والمرونة، وسعت إلى تقديم تجربة سفر ودية عبر طواقم متعددة اللغات (العربية، الإنجليزية، الفرنسية). هذا النموذج أصبح أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة بين شركات الطيران الصغيرة والمتوسطة حول العالم.

وجهات أجنحة لبنان

شغّلت الشركة رحلات عارضة وموسمية إلى وجهات في مصر (الأقصر، أسوان، شرم الشيخ)، سوريا (دمشق)، ودول أوروبية مثل قبرص، اليونان، تركيا، النمسا، السويد، المجر، وألمانيا، إضافة إلى بعض الوجهات في آسيا وأفريقيا. وكانت بيروت هي المحور الأساسي لهذه الرحلات، مما جعل الشركة تسهم في تنشيط السياحة اللبنانية وربطها بالأسواق الإقليمية والدولية.

الجمعة، 13 أبريل 2018

مطار سرت - مطار القرضابية الدولي

يقع مطار القرضابية الدولي  Sirte International Airport، المعروف أيضاً باسم مطار سرت الدولي، على بعد نحو 20 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة سرت الساحلية في وسط ليبيا. يخضع المطار لإشراف مصلحة المطارات التابعة لوزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، ويُرمز له برمز ICAO: HLGD و IATA: SRX. ورغم تصنيفه كمطار دولي قادر على استقبال الطائرات المدنية، فإنه يُستخدم في الأساس كقاعدة جوية عسكرية كبيرة منذ إنشائه، ما يمنحه أهمية مزدوجة في البنية التحتية الجوية الليبية. وحتى عام 2023، لا تزال خطط إعادة تشغيله بشكل كامل متعثرة بسبب الأوضاع الأمنية.

مطار سرت الدولي Sirte International Airport مطار القرضابية

تاريخ مطار سرت الدولي

لا تتوفر معلومات دقيقة عن تاريخ تأسيس مطار القرضابية، لكن يُعتقد أنه بُني في عهد النظام الليبي السابق كجزء من شبكة قواعد جوية ضخمة. وبفضل مساحته ومدارجه المتعددة، اعتُبر واحداً من أكبر المرافق الجوية في البلاد. وقد برز اسمه على الصعيد الإقليمي عام 2010 عندما استقبل المطار عدداً من قادة الدول العربية المشاركين في القمة العربية بمدينة سرت، حيث تم استخدامه كبوابة رئيسية لاستقبال الوفود الرسمية.

منذ بداية أحداث عام 2011، أصبح مطار سرت الدولي هدفاً استراتيجياً في الصراع الليبي. فقد سيطرت عليه قوات ثورية لفترات متقطعة، بينما تعرض لقصف مركز من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الناتو. ففي 20 و21 مارس من ذلك العام، شنت طائرات B-2 Spirit الأميركية غارات باستخدام ذخائر دقيقة التوجيه، كما أطلقت البحرية الأميركية صواريخ توماهوك لتعطيل قدرات القوات الجوية الليبية المرتكزة في القاعدة. وقد ساهم هذا الهجوم في تقويض استخدام المطار كمنشأة عسكرية نشطة خلال المراحل الأولى من الحرب الأهلية.

في مايو 2015، سيطر مقاتلو تنظيم داعش على المطار بعد معارك عنيفة مع قوات محلية، مما جعله مركزاً لعملياتهم في منطقة سرت. إلا أن قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطني حينها تمكنت في 4 يونيو 2016 من استعادة المطار بدعم جوي من التحالف الدولي، لتبدأ بعدها جهود أولية لصيانته وإعادته إلى الخدمة، رغم العقبات المالية والأمنية الكبيرة.

وخلال فبراير من العام 2019م قامت بلدية سرت بالتعاقد مع شركتان محليتان لاصلاح مدرج المطار ومبني الركاب، وتم تكليف جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية الليبية باستكمال صيانة صالة كبار الزوار، وطلب من شركات المدار وهاتف ليبيا وليبيانا تركيب معدات وخطوط الاتصالات الخاصة بالمطار. ولم يتثنى التأكد من مدي اكمال خطط الصيانة تلك ونتائجها.

في يناير 2020م، قالت القوات الليبية الموالية للقائد المتمركز في الشرق خليفة حفتر إنها سيطرت على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية، بما في ذلك قاعدة الغردابية الجوية ومطار سرت الدولي.

حتى عام 2023، لا يزال المطار خارج الخدمة التشغيلية المنتظمة نتيجة استمرار التوترات الأمنية، وتعرضه المستمر للقصف، وعدم استكمال مشاريع الصيانة. ومع ذلك، يُنظر إليه كموقع استراتيجي محوري في أي خطط مستقبلية لإعادة بناء قطاع الطيران المدني في ليبيا.

في مطلع عام 2024، أطلق الجهاز الوطني للتنمية التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة برنامجاً موسعاً لتأهيل مطار القرضابية الدولي. شملت الأعمال إعادة رصف وتحديث المدرج الرئيسي وفق المعايير الدولية لمنظمة الطيران المدني (ICAO)، مع تعزيز أنظمة الإنارة والسلامة الأرضية بما يسمح باستقبال طائرات الركاب والشحن الحديثة. وقد صاحب هذه الخطوات عقد اجتماعات تنسيقية بين سلطات الطيران المدني والبلدية وشركات متخصصة في الخدمات الأرضية بهدف وضع خطة تشغيلية متكاملة، تُمهّد لإعادة افتتاح المطار بشكل منظم أمام الحركة الجوية المدنية لأول مرة منذ سنوات.

بحلول عام 2025، توسع نطاق العمل ليشمل مشروعاً استراتيجياً متكاملًا يهدف إلى تحويل مطار سرت الدولي إلى محور لوجستي إقليمي يخدم شمال أفريقيا ويربطها بأوروبا. وشملت الخطة تطوير مبنى الركاب وصالات الشحن، إضافة إلى إنشاء مرافق حديثة لتزويد الطائرات بالوقود والخدمات الفنية. كما جرى العمل على ربط المطار بالبنية التحتية المحيطة، وعلى رأسها المنطقة الحرة وميناء سرت البحري، بما يعزز تكامل منظومة النقل البحري والجوي واللوجستي. وبالتوازي، تم التنسيق مع شركات الكهرباء الوطنية لتوسيع قدرة الشبكة وتحسين الاستقرار الطاقوي، من خلال تركيب محطات فرعية جديدة وأنظمة طوارئ لضمان استمرار التشغيل حتى في حالات الانقطاع. هذه الجهود تندرج ضمن خطة أوسع تتبناها الحكومة الليبية لإعادة بناء قطاع النقل وتحويل ليبيا إلى جسر عبور بين أفريقيا وأوروبا.

تأتي هذه المبادرات ضمن رؤية ليبيا لتطوير بنيتها التحتية الجوية وربط شبكات النقل البري والبحري والجوي ضمن إطار واحد، بما يساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة في المنطقة الوسطى. ومن المتوقع أن يلعب مطار القرضابية الدولي، بعد اكتمال هذه المشروعات، دوراً محورياً في دعم الاستقرار الأمني والاقتصادي، فضلاً عن كونه نقطة انطلاق للرحلات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يعزز مكانة سرت كمركز استراتيجي على خريطة النقل في شمال أفريقيا.

مرافق مطار القرضابية سرت الدولي

يُصنّف مطار سرت الدولي في الأساس كقاعدة جوية كبرى، حيث بُني ليستوعب الطائرات العسكرية الثقيلة إلى جانب إمكانية تشغيل الرحلات المدنية. يتكون من أربعة مدارج متقاطعة على شكل X، ما يسمح بتشغيل الطائرات في ظروف مناخية واتجاهات رياح مختلفة. ويرتبط كل مدرج بشبكة من طرق التاكسي لتسهيل الحركة بين ساحات الصيانة والمخازن ومناطق الاصطفاف. ومع ذلك، تعرضت هذه البنية للتخريب والإهمال بفعل سنوات من النزاع، ما جعل معظم مرافقها غير صالحة للاستخدام الفعلي.

الخطوط الجوية العاملة بمطار القرضابية

قبل اندلاع الحرب الأهلية وما تبعها من اضطرابات، كان مطار سرت الدولي يستقبل رحلات منتظمة لعدة شركات. فقد شغّلت الخطوط الجوية الليبية رحلات داخلية تربط بين طرابلس وبنغازي، بينما وفّرت الأفريقية للطيران رحلات نحو تونس العاصمة وبنغازي. كذلك كانت الخطوط الجوية التونسية تسير رحلات مباشرة إلى مطار تونس قرطاج. ومع توقف تشغيل المطار منذ 2011 تقريباً، لم تُستأنف هذه الخطوط حتى اليوم.

الاثنين، 9 أبريل 2018

لوتس للطيران - خطوط اللوتس الجوية

 كانت لوتس للطيران Lotus Air واحدة من أوائل شركات الطيران الخاصة في مصر، حيث تخصصت في تشغيل الرحلات العارضة وخدمات تأجير الطائرات (ACMI) إلى جانب خدمات الصيانة والدعم الأرضي والتدريب الفني. اتخذت من مطار القاهرة الدولي مقراً رئيسياً، وحملت الرموز الجوية IATA: T2 و ICAO: TAS مع رمز النداء اللافت LOTUS FLOWER. وبفضل نموذجها التشغيلي المرن، اعتُبرت خلال سنوات نشاطها من أبرز الشركات الإقليمية في قطاع الطيران الخاص، قبل أن تتوقف نهائياً عن العمل في مطلع عام 2011.

لوتس للطيران Lotus Air

تاريخ لوتس للطيران

تأسست لوتس للطيران عام 1997 بمبادرة من شركة الفوارس القابضة الكويتية، المملوكة لرجل الأعمال الشيخ عبد الله علي الصباح. بدأت عملياتها الفعلية عام 1998 عبر أسطول مستأجر من طائرات إيرباص A320، وركزت على تقديم مجموعة واسعة من الخدمات تشمل الرحلات العارضة، التأجير التشغيلي، الصيانة، والخدمات الأرضية. وبذلك كانت من أوائل الشركات التي كسرت احتكار شركات الطيران الوطنية في مصر، وأسهمت في فتح المجال أمام قطاع الطيران الخاص في المنطقة.

طوال سنوات تشغيلها، سعت الشركة إلى تعزيز سمعتها في مجال السلامة التشغيلية والاعتمادية من خلال الاستثمار المستمر في التدريب الفني وتطوير فرق الصيانة. استعانت بخدمات شركات صيانة عالمية مثل Lufthansa Technik في ألمانيا وSRT في إيرلندا، ما رفع مستوى الكفاءة الفنية لأسطولها. وكانت أول شركة خاصة مصرية تنال شهادة صيانة معتمدة وفق معايير الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)، إضافة إلى اجتيازها تدقيق السلامة التشغيلية IOSA التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA). هذا أهلها لتوفير خدماتها لشركات طيران كبرى مثل الخطوط القطرية، والعربية للطيران، وIberworld الإسبانية، وليفينغستون الإيطالية. حتى أن شركة إيرباص صنفتها آنذاك كأحد أفضل مشغلي طائرات A320 على مستوى العالم.

مع بداية عام 2011، دخلت لوتس للطيران مرحلة حرجة، إذ أعلنت عن وقف عملياتها وإعادة الطائرات المؤجرة إلى مالكيها، قبل أن تُخطر رسمياً سلطة الطيران المدني المصري في فبراير من نفس العام بوقف نشاطها. تزامن ذلك مع تسريح أكثر من 370 موظفاً، ما أثار موجة من الاحتجاجات داخل مقر الشركة، وصلت إلى حد احتجاز الرئيس التنفيذي آنذاك، المهندس عدنان الفلاح (كويتي الجنسية). تدخلت السلطات المصرية لحل الأزمة، حيث تولت النيابة العامة التحقيق في ملابسات توقف الشركة وحقوق العاملين. وبعد مفاوضات، جرى التوصل إلى تسوية ودية أنهت النزاع وأُفرج بموجبها عن الرئيس التنفيذي. ومع ذلك، لم يُعلن بشكل واضح عن الأسباب الحقيقية وراء التصفية المفاجئة، وإن ربط مراقبون الأمر باضطرابات السوق وتداعيات الثورة المصرية.

أسطول و وجهات لوتس للطيران

اعتمدت الشركة خلال كامل فترة نشاطها على ثلاث طائرات مستأجرة من طراز إيرباص A320، وهو الطراز الذي مثّل العمود الفقري لعملياتها. وركزت على خدمة الوجهات السياحية المصرية مثل الغردقة وشرم الشيخ والأقصر، مع تسيير رحلات عارضة ومجدولة إلى عدد من العواصم الأوروبية. كما دخلت في عقود تأجير طائراتها لشركات إقليمية ودولية، من بينها إير 2000 البريطانية، الخطوط الجوية الليبية، الخطوط العمانية، الأفريقية للطيران، الخطوط السلوفاكية، والخطوط الكويتية. هذا النشاط جعلها لاعباً بارزاً في سوق الطيران العارض حتى توقفها المفاجئ.