الثلاثاء، 30 يونيو 2020

ماذا يحمل الطيار في حقيبته؟

 هل تساءلت يومًا عما يحمل الطيار في حقيبته أو ما يوجد في تلك الحقيبة التي يحملها الطيارون؟ لماذا يحتاجون إلى الكثير من الأشياء؟ ولماذا يبدو أن بعض الطيارين يفلتون بفنجان من القهوة فقط، بينما يحمل آخرون حقيبة كبيرة ثقيلة؟

الحقيقة هي أن الطيارين ليسوا في الواقع مطالبين بحمل الكثير معهم على متن طائرة. ولكن الطيار المتدرب، يقوم بإعداد حقائبه دائمًا. هذا هو السبب في أنك سترى بعض الطيارين - عادةً أكثر الطيارين خبرة - يحملون مجرد حافظة، بينما سيحمل الطيارين الطلاب أو المتدربون أكوامًا من الكتب وأشياء أخرى مختلفة معهم.

ماهي أهم العناصر التي يحملها الطيار في حقائبه؟

ماهي أهم العناصر التي يحملها الطيار في حقائبه؟

في معظم الأحيان، الأشياء التي يحملها الطيار معه هي مجرد متعلقات شخصية وربما مواد دراسية. ولكن إذا نظرت داخل حقيبة طيران أي طيار، فمن المحتمل أن ترى العناصر التالية هي ما يحمل الطيار في حقيبته:

  • الكتب: يحمل الطيارين في التدريب دائمًا كتبًا وكتيبات معهم. لدى الطيارين الطلاب مجموعة متنوعة من الكتب التي يشيرون إليها، مثل FAR / AIM، وكتيب التشغيل التجريبي للطائرة (POH) وأدلة تدريب الطيار المختلفة الأخرى. في العصر الرقمي الحالي، يمكن الوصول إلى العديد منها ككتب إلكترونية، ولكن غالبًا ما يكون من الأسهل أن يكون لديك الكتاب الفعلي معك.
  • جهاز iPad أو جهاز لوحي: في قمرة القيادة اليوم، أصبح من الشائع أكثر فأكثر وجود كتيبات طيران إلكترونية بدلاً من المخططات الورقية والكتيبات. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من التطبيقات الرائعة التي تساعد في تخطيط الرحلات، والوعي بالأوضاع وخدمات الطقس.
  • نظام تحديد المواقع الخارجي: يعمل جهاز ستراتوس أو جهاز استقبال Bad Elf GPS بشكل جيد مع تطبيقات iPad هذه، ويمكنه عرض موضع طائرتك على خريطة متحركة، لذلك، بطبيعة الحال، يحبها الطيارون.
  • سماعة الرأس: من الضروري حماية السمع والراحة في قمرة القيادة. يحمل الطيار في حقيبته سماعة الرأس معه، ما لم تكن بالفعل في الطائرة.
  • النظارات الشمسية وواقيات الشمس: الطيارون لا يطيرون بدونها. حتى إذا كان الجو غائمًا على الأرض، فإنهم يطيرون أحيانًا فوق طبقة السحاب وفي الشمس. لهذا السبب، من المهم أن يستخدم الطيارون الواقي من الشمس أيضًا.
  • كاميرا GoPro: يحمل بعض الطيارين معدات فيديو مثل كاميرا GoPro أو Garmin VIRB، والتي يمكن تركيبها داخليًا أو خارجيًا لتسجيل الرحلة. لقد رأينا هذه التسجيلات على موقع يوتيوب.
  • لوحة ركبة: إدارة قمرة القيادة هي أمر يمكن، عند القيام به بشكل سيئ، أن يجعل الطيار يشعر بالارتباك والخروج عن السيطرة. من المفيد أن يكون لديك ركبة على حضنك للحفاظ على الأشياء منظمة. غالبًا ما تحتوي لوحات الركب على مفكرة، ومكان لحمل جهاز لوحي وقلم أو قلم رصاص، وجيوب لهاتف كمبيوتر الرحلة، والمخطط وقوائم المراجعة.
  • الرسوم البيانية: يعتمد بعض الطيارين فقط على الرسوم البيانية الإلكترونية، ولكن لا يزال العديد منهم يحملون مخططات ورقية معهم في حالة فشل بطارية iPad. من المهم أن تكون هذه الرسوم البيانية متاحة، لأنها توفر معلومات مهمة عن التضاريس والمجال الجوي والمطار.
  • قوائم المراجعة: تحتوي كل طائرة على قوائم تحقق، يحمل الطيار في حقيبته القليل منها.
  • مصباح يدوي: ضروري لرحلة ليلية.
  • كمبيوتر الرحلة (E6B أو كمبيوتر الرحلة الإلكتروني): في هذه الأيام، من غير المحتمل أن يستخدم الطيار بالفعل E6B للمدرسة القديمة لإجراء العمليات الحسابية أثناء الرحلة، لكنك لا تعرف أبدًا متى سيفشل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الخاص بك، لذلك من الجيد دائمًا أن يكون لديك دعم.
  • راسمة: من غير المحتمل أيضًا أن يخرج الطيار راسمة (تستخدم لحساب المسار والمسافة) أثناء الرحلة، ولكنها أداة تخطيط طيران ضرورية عندما لا تتمكن من الوصول إلى تطبيقات التخطيط المحوسبة.
  • الأقلام / أقلام الرصاص: يحتاج الطيارون إلى تدوين تعليمات مراقبة الحركة الجوية، والتخليص، ومعلومات الطقس، من بين أمور أخرى، ويجب أن يكون لديهم دائمًا قلم رصاص أو اثنين في متناول اليد.
  • دفاتر السجلات والمستندات الشخصية: لا يُطلب من الطيارين حمل دفاتر سجلاتهم معهم على متن الطائرة (هناك استثناء لطياري الطلاب) ولكن العديد من الأشخاص يفعلون ذلك.
  • وجبة خفيفة: يحمل الطيار في حقيبته بعض الوجبات الخفيفة. في بعض الأحيان يتحول ما تخطط له ليكون رحلة قصيرة إلى مغامرة لمدة يوم واحد، لذا فمن الحكمة دائمًا أن يكون لديك وجبة خفيفة أو اثنتين في حقيبة رحلتك.

بعد كل ذلك، لا يوجد سوى عدد قليل من الأشياء التي يُطلب من الطيارين حملها معهم، وهي تشمل: شهادة تجريبية، صورة شخصية، وعند الضرورة، شهادة طبية للطيران. والباقي اختياري، ولكنه مفيد.

الأحد، 7 يونيو 2020

الاياتا ضد رد أموال المسافرين على الرحلات الملغاة بسبب الجائحة

 بسبب الجائحة التي أصابت العالم مؤخرا، تم تعليق الاف الرحلات الجوية والغاء مئات الالاف من تذاكر الطيران المحجوزة والمدفوعة مسبقا. ورفضت معظم شركات خطوط الطيران ووكلات السفر رد أموال المسافرين نقدا. تأثر بذلك مئات الالاف من المسافرين علي مستوي العالم في أكبر فضيحة هزت صناعة الطيران لم يشهدها العالم من قبل. رأينا مؤخرًا أن كلاً من وزارة النقل الأمريكية والمفوضية الأوروبية أوضحتان أنه يجب رد المبالغ النقدية للركاب في حالة إلغاء الرحلات أو تغيير الجداول الزمنية بشكل كبير.

كانت هذه نقطة صعبة بالنسبة لشركات الطيران، حيث ادعت العديد من شركات الطيران بشكل أساسي أنها ستفقد سيولتها بالكامل إذا اضطرت إلى تقديم المبالغ المستردة نقدا بدلاً من القسائم للرحلات الملغاة.

الاياتا ضد رد أموال المسافرين على الرحلات الملغاة بسبب الجائحة

حجة الإتحاد الدولي للنقل الجوي IATA الإياتا ضد رد أموال المسافرين على الفور

الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) الإياتا هو اتحاد تجاري يمثل حوالي 290 شركة طيران، أو 82 ٪ من إجمالي الحركة الجوية. إنها منظمة تتحدث باسم الصناعة بشكل أساسي.

وقد عبرت الإياتا عن خيبة أملها من قرار وزارة النقل الأمريكية بشأن اجبار شركات الطيران و وكلاء السفر رد أموال المسافرين فورا، بحجة أنه يخاطر بـ 750 ألف وظيفة، كل منها يدعم 13 وظيفة إضافية في الاقتصاد الأمريكي. حيث يسبب رد الأموال انخفاض مستويات السيولة النقدية بالشركات مما يعرضها للافلاس. وبنفس النهج سعت الإياتا الي تعطيل قوانين الاتحاد الأوروبي التي تلزم شركات الطيران برد المبالغ نقدا في حالة الغاء تذاكر السفر من جانب شركة الطيران.

وقام الكسندر دي جونياك، رئيس اتحاد النقل الجوي الدولي الإياتا، بالتصريح بالاتي:

هناك واقع اقتصادي قاسي للغاية. لا تستطيع شركات الطيران خفض التكاليف بالسرعة الكافية. ومع 35 مليار دولار مستحقة للمسافرين على الرحلات الملغاة، تواجه شركات الطيران استنفادًا وشيكًا للنقد الذي تحتاجه، ليس فقط للحفاظ على التوظيف، ولكن لضمان أنها ستكون موجودة لدعم الانتعاش الاقتصادي عندما تنتهي الأزمة.

يحق للمسافرين الحصول على أموالهم. لقد دفعوا مقابل خدمة لا يمكن تقديمها. وفي الظروف العادية، لن يكون السداد مشكلة. لكن هذه ليست ظروفا طبيعية. إذا ردت شركات الطيران 35 مليار دولار على الفور، فستكون هذه نهاية العديد من شركات الطيران. وبذلك سيختفي عدد هائل من الوظائف.

إذن ما العمل؟

الجواب البسيط هو أن شركات الطيران تحتاج إلى الوقت. وهذا هو السبب في أنني أدعم شركات الطيران (وشركائنا في قطاع السفر والسياحة) في طلبهم من الحكومات لتأخير شرط الاسترداد النقدي  الفوري. نقترح عرض قسائم يمكن استخدامها للسفر في المستقبل أو استرداد قيمتها نقدا بمجرد خروجنا من فترة الأزمة هذه. وهذا سيوفر هذا الاقتراح للشركات وقتًا حيويًا للتنفس و البقاء على قيد الحياة أثناء الأزمة حتى يكونوا مستعدين للطيران عندما تصل أيام أفضل.

هذا هو اقتراحنا للمسافرين. ولكن ليس هذا فقط هو ما نحتاجه، نحتاج أيضا تفهمهم. شركائنا من وكلاء السفر عالقون بين شركات الطيران والمستهلكين. نحن نتواصل معهم لإنشاء هيكل لإدارة نظام القسائم سيكون جيدًا للمستهلكين والوكلاء وشركات الطيران.

أعلم أن هذا أبعد ما يكون عن المثالية. لكن البديل أسوأ من ذلك. بدون هذه المرونة، ستنهار شركات الطيران، وستختفي الوظائف. إن قبول قسيمة أو تأخير في استرداد الأموال اليوم يعني أن شركات الطيران ستكون موجودة عندما نستعيد حريتنا في السفر.

كما ترون، فإن حجة الإياتا تتلخص بشكل أساسي في:

  • يستحق المسافرون 35 مليار دولار من المبالغ المطلوب ردها، ولكن إذا قامت شركات الطيران برد هذه المبالغ، فستصبح العديد من شركات الطيران معطلة
  • يحق للمسافرين استرداد الأموال، لأنهم لم يحصلوا على الخدمة التي دفعوا مقابلها
  • تحتاج شركات الطيران إلى الوقت، والحل يجب أن يأتي على شكل قسائم بدلاً من رد المبالغ نقدا، أو على الأقل تأخير في رد المبالغ
  • من المسلم به أن هذا أبعد ما يكون عن المثالية، لكن البديل أسوأ من ذلك، وستختفي الوظائف إذا انهارت شركات الطيران
  • "إن قبول قسيمة أو تأخير رد الأموال اليوم يعني أن شركات الطيران ستكون موجودة عندما نستعيد حريتنا في السفر"

رد المسافرين علي موقف الإياتا

من الخطأ أن لا تقدم شركات الطيران المبالغ المستردة نقدا عند إلغاء الرحلات الجوية. أن تبيع منتجًا ولا تقوم بتسليمه ثم لا تعيد للناس أموالهم، فهذه ليست تجارة انها سرقة. ناهيك عن حقيقة أن هذا ينتهك اللوائح الحكومية في العديد من البلدان.

لكنني أعتقد أيضًا أنه من المهم الاعتراف بواقع الموقف، وهو أن بعض شركات الطيران لم تستطيع حرفياً رد الأموال لكل مسافر نقدًا، وستتوقف عن العمل في غضون أيام إذا فعلت ذلك.

سيقول البعض "حسنا، هذه مشكلتهم"، وبينما أتفق مع ذلك بشكل عام، فإن الحقيقة هي أنها ستكون مشكلتنا أيضًا، عندما يتعين على الحكومات في جميع أنحاء العالم إنقاذ شركات الطيران. ومن المثير للسخرية أن الحكومات سارعت بدعم شركات الطيران فعلا بالمليارات من أموال دافعي الضرائب. حيث تم بالفعل ضخ 9 مليارات يورو كإعانة عاجلة لشركة لوفتهانزا، و تلقت الخطوط الفرنسية 7 مليارات يورو. وكذلك الحال بالولايات المتحدة الأمريكية و جميع انحاء العالم، تم بالفعل ضخ مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب لدعم السيولة لدى شركات الطيران. فلماذا تصر بعد كل ذلك علي الاستمرار في الاحتفاظ بأموال المسافرين؟

وفي الوقت نفسه، لماذا يجب أن يقوم المستهلكون الأفراد بتزويد شركات الطيران بالسيولة اللازمة للبقاء على قيد الحياة؟ ليست أخطاء المستهلكين أن حاملي الأسهم في شركات الخطوط الجوية أنفقوا بالفعل الأموال التي حصلو عليها من تذاكر محجوزة في المستقبل، ولم يتحوطوا بتجنيب مخصصات لدعم السيولة في شركاتهم كما تقول المعايير المحاسبية في الأعمال المحترمة.

المسافرين، عملاء شركات الطيران، هم رأس المال الاساسي لتلك الصناعة. في تلك الظروف الصعبة التي يمر بها العالم بسبب تلك الجائحة المرعبة، فقد الكثير من هؤلاء المسافرين وظائفهم، وانتقل العديد الي نظام الضمان الاجتماعي، وعلق الالاف بعيدا عن أوطانهم واحبتهم، بل فقد العديد أحبائهم وأصبح الجميع في أمس الحاجة للدعم والتعاطف. الكثير من العالقين بعيدا عن أوطانهم بسبب تعليق حركة الطيران أصبحو في أمس الحاجة للمال لتغطية تكاليف معيشتهم، والعديد منهم له تذكرة أو أكثر ملغاة. جميع هؤلاء تكبدوا الكثير من الألم و المعاناة أثناء محاولة المطالبة بأموالهم من شركات الطيران و وكلات السفر. كيف تبرر الإياتا ذلك؟

كيف تبرر الإياتا أن العديد من شركات الطيران و وكلات السفر قد أغلقت بالفعل مراكز اتصالها في وجه العملاء، وأرغمتهم علي الانتظار لساعات وساعات علي خطوط الهاتف؟

كيف تبرر الإياتا أن معظم وكلات السفر فرضت رسوم الغاء من جانبها تصل الي 100 دولار عن كل تذكرة، واخذت تراوغ العملاء وتدفعهم الي تقديم طلبات الغاء لتذاكر الغيت بالفعل من قبل شركات الطيران؟

كيف تبرر الإياتا أن مقترحها بتقديم قسائم يفتقر الي أي ضمانات قانونية لحفظ حق العملاء في حالة افلاس شركة الطيران، أو في حالة مطالبتها بدفع المزيد من المال نظير الحجز الجديد باستخدام القسيمة؟

نعتقد أنه لا يوجد أي مبرر لكل هذا سوي الجشع اللا أخلاقي الذي يحكم تلك الصناعة وتدير به الإياتا مصالح أعضائها.

الاثنين، 18 مايو 2020

مجلس المطارات الدولي ACI Airports Council International

 مجلس المطارات الدولي Airports Council International ACI هو الممثل التجاري العالمي الوحيد لسلطات المطارات في العالم. تأسس في عام 1991م، بهدف رعاية مصالح المطارات مع الحكومات والمنظمات الدولية ، وتطوير المعايير والسياسات والممارسات الموصى بها للمطارات، وتوفير المعلومات وفرص التدريب لرفع المعايير في جميع أنحاء العالم. ويهدف إلى تزويد الجمهور بنظام نقل جوي آمن ومأمون وفعال ومسؤول بيئياً.

يخضع لمجلس إدارة ويقع المقر الرئيسي له في مونتريال، كيبيك، كندا. ويعمل بشكل يومي مع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) وهو عضو في مجموعة عمل النقل الجوي (ATAG).

مجلس المطارات الدولي ACI Airports Council International

تاريخ مجلس المطارات الدولي ACI

قبل عام 1970م، كانت مطارات العالم ممثلة على الساحة الدولية بثلاث جمعيات متميزة:

  • المجلس الدولي لمشغلي المطارات (AOCI)
  • الرابطة الدولية للمطارات المدنية (ICAA)
  • رابطة مطارات أوروبا الغربية (WEAA)

نظرًا للأهمية المتزايدة للعوامل الخارجية على عمليات المطار، أصبحت الحاجة إلى علاقة رسمية مع الحكومات وشركات الطيران والمصنعين والأطراف المعنية الأخرى أكثر وضوحًا. في عام 1970م، أنشأت هذه الجمعيات الثلاث مجلس تنسيق جمعيات المطارات (AACC) من أجل صياغة سياسات موحدة لصناعة المطارات، وتعزيز التعاون بين الجمعيات المكونة لها، وتمثيلها بشكل جماعي مع منظمات الطيران العالمية وغيرها من الهيئات ذات الصلة.

وقد اتخذ قرار إنشاء مجلس المطارات الدولي ACI، الذي خلف مجلس تنسيق جمعيات المطارات AACC، في عام 1989م. حيث تمت الموافقة على دستور ACI في خريف عام 1990م ودخل حيز التنفيذ في عام 1991م.

في عام 2011م، نقل ACI مقره من جنيف، سويسرا إلى مونتريال، كندا. كان القرار مدفوعًا جزئيًا بحقيقة أن منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) تقع في مونتريال. كان الهدف هو تسهيل التنسيق الأفضل لأنشطتهما وكذلك العمل جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، الموجود أيضًا في نفس المدينة.

يحمل عضوية ACI أكثر من 641 عضوا يشغلون 1957 مطارا في 176 دولة ومنطقة. أعضاء ACI المنتظمون هم أصحاب أو مشغلين المطارات، بخلاف شركات الطيران التي تقوم بتشغيل خدمات جوية تجارية بمطار مدني واحد أو أكثر.

يمثل ACI مصالح المطارات مع الحكومات والمنظمات الدولية مثل منظمة الطيران المدني الدولي، ويعمل علي تطور المعايير والسياسات والممارسات الموصى بها للمطارات، وتوفير المعلومات وفرص التدريب لرفع المعايير في جميع أنحاء العالم.

السلامة

يعتبر مجلس المطارات الدولي ACI السلامة على رأس أولوياته، وقد أطلق برامج المطارات المتميزة (APEX) لمساعدة المطارات على تعزيز مستوى سلامتها. يوفر ACI أيضًا العديد من المنشورات حول التوصيات وأفضل الممارسات لمشغلي المطارات. كجزء من تكريسه للعمليات الآمنة، يشارك ACI في وضع مواصفات تصميم المطارات وإجراءات التشغيل القياسية للمطارات والتكنولوجيا والأنظمة والمعدات وأنظمة إدارة السلامة ومواد توجيه السلامة والتدريب في المطارات.

الاقتصاديات

يشجع ACI مطارات أعضائه على التحسين المستمر للتشغيل وكفاءة التكلفة لتخفيف تكلفة الطيران والتخفيف من النقص الحاد في القدرات، وأيضًا لخلق معدلات عائد كافية تمكن من الاستثمار في سعة إضافية.

الأمان

قام ACI بصياغة عدد من المواقف السياسية بشأن القضايا الأمنية التي تواجه المنظمة والمطارات الأعضاء.

تكنولوجيا المعلومات

يتم تنسيق جميع مبادرات مجلس المطارات الدولي ACI World IT من خلال اللجنة الدائمة لتكنولوجيا معلومات المطارات في ACI العالمي. وتتكون من قادة من المطارات وشركاء الأعمال حول العالم وتهدف إلى إعادة صياغة الممارسات الموصى بها وتطوير المبادئ التوجيهية وقياس الأداء والمواد التدريبية لمساعدة المطارات في إيجاد أفضل حلول الأعمال لأنفسهم وشركائهم وعملائهم.

البيئة

يقوم ACI بتطوير مبادرات لتعزيز الطيران والتطورات المستدامة في المطارات من أجل الحد من الآثار البيئية مع دعم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية. حيث أنشأ ACI أدوات لمساعدة المطار في حساب انبعاثات الغازات الدفيئة.

بصفته أحد الأعضاء المؤسسين لمجموعة عمل النقل الجوي (ATAG)، فإن ACI، جنبًا إلى جنب مع الجمعيات التجارية الأخرى، هو جزء من ائتلاف من خبراء صناعة الطيران الذين يركزون على قضية التنمية المستدامة. تحدد ATAG المواقف المشتركة بشأن القضايا لتقديم مساهمات الخبراء والبناءة في عملية التشاور الصناعية والحكومية.

تسهيل

يساعد ACI المطارات على تحسين إدارتها أو تدفق الركاب والأمتعة والبضائع والبريد من خلال توفير مجموعة من أفضل الممارسات جنبًا إلى جنب مع قياس الفرص المتاحة من خلال برامج جودة خدمة المطار (ASQ).

فتحات المطارات

في عام 2015م، أنشأ ACI مجموعة خبراء بشأن الفتحات (EGS) تقترح سياسة عالمية حول الفتحات. قامت المجموعة بكتابة ورقة موقف لتوجيه دعوة ACI حول هذا الموضوع والتوصية بالمشاركة المناسبة في تطوير إرشادات الفتحات العالمية مع IATA.

برامج مجلس المطارات الدولي

جودة خدمة المطار (ASQ)

ASQ هو جزء من برنامج عالمي لمبادرة خدمة جودة المطارات في مجلس المطارات الدولي الذي يقوم بمسح اراء الركاب في يوم سفرهم، وقياس وجهة نظر الركاب. يقيس البرنامج رضاء الركاب في كل من مراحل المغادرة والوصول لرحلتهم عبر المطارات.

من خلال توفير معيار عالمي لرضاء الركاب، تمكن ASQ المطارات من معرفة مكان وقوفها نسبيًا بين أقرانها والمنافسين. وهذا يساعد المطارات على إعطاء الأولوية لمشاريع التحسين والتحقق من صحة الاستثمارات في المرافق والخدمات الجديدة.

برنامج مجلس المطارات الدولي لتميز المطارات (APEX)

أطلق ACI لأول مرة برنامج التميز في المطارات (APEX) في مجال السلامة في عام 2012م. يقدم البرنامج المساعدة للمطارات لتحسين مستوى سلامتها. حجر الزاوية في البرنامج هو مراجعة سلامة المطارات، والتي تحلل الثغرات في تشغيل المطارات والبنية التحتية مقارنة بمعايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) وأفضل ممارسات السلامة. ينظم ACI ويرسل فريقًا في الموقع من خبرائه ومن منظمة الطيران المدني الدولي ومن المطارات الأخرى لتحديد نقاط الضعف في السلامة ومعالجتها من خلال مراجعات النظراء ومشاركة المعلومات والتدريب والمساعدة في تنفيذ الهياكل الإدارية. تغطي عمليات المراجعة إعداد وتنفيذ وأداء نظام إدارة السلامة في مجالات الخصائص الفيزيائية وإدارة تشغيل المطار، والإنقاذ الجوي ومكافحة الحرائق، وإدارة الحياة البرية، وإدارة الترماك، والتوثيق وحفظ السجلات، بالإضافة إلى أنظمة إدارة الأمن. تم تصميم برنامج APEX لجميع المطارات، بغض النظر عن الحجم أو الموقع.

في أكتوبر 2017م، أطلق ACI برنامج APEX في الأمان استنادًا إلى نفس مبادئ APEX في السلامة. يغطي البرنامج جميع جوانب إدارة الأمن التشغيلي، مع إجراء التقييمات من قبل أقران يتألفون من أفضل خبراء أمن المطارات من جميع أنحاء العالم.

اعتماد الكربون في المطارات (ACA)

تم إطلاق اعتماد الكربون في المطارات كبرنامج تطوعي مستقل في عام 2009م بعد اعتماد قرار بشأن تغير المناخ في عام 2008م في الجمعية السنوية لمجلس المطارات الدولي بأوروبا. التزمت المطارات الأعضاء بتقليل انبعاثات الكربون من عملياتها، بهدف نهائي هو أن تصبح محايدة للكربون. يسمح البرنامج بتقييم جهود المطارات المشاركة والاعتراف بها لإدارة وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

تم توسيع اعتماد الكربون في المطارات ليشمل المطارات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2011م، وفي أفريقيا في عام 2013م، وأصبح عالميًا في عام 2014م مع امتداده إلى مناطق أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

التجربة التالية في السفر والتقنيات (NEXTT)

في عام 2017م، أطلقت IATA مع ACI مبادرة التجربة الجديدة في السفر والتقنيات (NEXTT)، والتي تهدف إلى المساعدة في تحقيق هذا المستقبل من خلال تطوير رؤية مشتركة لتعزيز تجربة النقل على الأرض وتوجيه استثمارات الصناعة ومساعدة الحكومات على تحسين الإطار التنظيمي. تبحث NEXTT في كيفية تحرك الركاب والبضائع والأمتعة والطائرات خلال رحلة السفر الكاملة مع التركيز على التغيير في الأنشطة خارج المطار، وتكنولوجيا المعالجة المتقدمة، وصنع القرار التفاعلي.

جوائز جودة خدمة المطارات

يمنح ACI جوائز جودة خدمة المطار (ASQ)، استنادًا إلى تقييمات رضا الركاب في استطلاع ASQ، وهو مسح عالمي يعتمد على المقابلات مع الركاب في يوم السفر. إلى جانب جوائز المطارات العالمية من Skytrax، التي تعتبر واحدة من أرفع الجوائز في الصناعة.

يتم توزيع الجوائز في خمس فئات:

  • أفضل مطار حسب المنطقة
  • أفضل مطار حسب الحجم
  • أفضل مطار إقليمي
  • أفضل تحسين في خدمة المطار

الاثنين، 11 مايو 2020

لماذا يجب عليك تجنب حجز تذاكر الطيران مع وكلاء السفر‎

 لماذا يجب عليك تجنب حجز تذاكر الطيران مع  Travel Agents‎ وما الفرق بين حجز تذاكر الطيران مع خطوط الطيران مباشرة والحجز مع وكلاء السفريات؟لماذا يجب عليك تجنب حجز تذاكر الطيران مع وكلاء السفر‎

كثيرا ما نبحث علي أرخص سعر لتذاكر الطيران. حجز تذاكر الطيران علي الانترنت هو دائما الخيار الأرخص، و لكن هناك الكثير من مواقع الحجز على شبكة الانترنت فأيها نختار؟ بالتأكيد العديد من الوكلاء السفرمواقع ستمنحك الكثير من الاختيارات الأرخص عند حجز تذاكر الطيران. ولكن هل الأرخص غالبا آمن؟

مواقع وكالات السفر Travel Agencies غالبا ما تعرض أسعار أقل لتذاكر الطيران من تلك الأسعار المعروضة علي موقع الخطوط الجوية نفسها. وفي الحقيقة يتم ذلك بالاتفاق مع شركات الخطوط الجوية التي يهمها بالاساس بيع جميع التذاكر بأسرع وقت ممكن. حيث تعمل شركات وكالات السفر علي اعادة بيع تذاكر الطيران لصالح شركات الخطوط الجوية نظير اضافة عمولة للسعر تتراوح ما بين 4% الي 10% من السعر الأصلي.

لماذا يجب عليك تجنب حجز تذاكر الطيران مع وكلاء السفر‎

لماذا تبدو أسعار تذاكر الطيران أرخص علي مواقع وكالات السفر؟

عروض وكالات السفر غالبا ما تكون مغرية، لأن شركات الخطوط الجوية تمنح وكالات السفر هامش ربح جيد يسمح لها بالتلاعب بالأسعار وتوقيتات السفر فيبدو للمسافر أن السعر أرخص فعلا علي موقع وكالة السفر. كما أن تلك الشركات تستثمر الكثير من الأموال لجعل مواقعها أكثر سهولة في الاستخدام من مواقع الخطوط الجوية.

غالبا ما توفر مواقع وكالات السفر الموجودة على الإنترنت خاصية البحث والمقارنة بين الرحلات الجوية المتوافرة من جميع الخطوط الجوية لوجهة معينة في وقت محدد. والأهم من هذا أنها تبحث في عدد ضخم من مواقع الخطوط الجوية ووكالات السفر الاخري. يوفر ذلك العديد من الخيارات لنفس التذكرة وغالبا ما تكون هناك فروق أسعار طفيفة بين نتائج البحث، مما يخلق انطباع وهمي عند المسافر بأنه يوفر الكثير من المال.

كيف تتلاعب مواقع وكلاء السفر في أسعار تذاكر الطيران؟

هامش الربح: بالتأكيد جميع وكالات السفر هي شركات هادفة للربح، و يتم اضافة هامش ربحها الي الثمن الأصلي لتذكرة الطيران. وفي الواقع يتفاوت ذلك الهامش كثيرا بين شركات الطيران و وكلاء السفر، ولكن في أغلب الأحوال يكون الحجز من موقع الخطوط الجوية مباشرة بأقل هامش ربح و بالتالي بأرخص الأسعار.

تكاليف التشغيل: تضيف وكالات السفر تكاليف التشغيل الخاصة بشركاتهم علي ثمن التذكرة الأصلي و بالتالي يرتفع السعر، و تتفاوت تلك التكاليف حسب مكان الشركة وحجمها، فربما تعرض وكلات السفر الأصغر و التي توجد في دول متعددة أسعار أقل بسبب انخفاض تكاليف التشغيل لديها، أو أنها ربما تقدم خصومات تسويقية أحيانا لتضمن اختراقها للسوق والحصول علي حصة سوقية مستهدفة، أو لسرعة تسويق علامتها التجارية.

التكاليف الاضافية: في بعض الأحيان قد يتم تحميل تكاليف أضافية من قبل شركات الطيران علي ثمن التذكرة، مثل تحميل ثمن الوجبات أو غرامات الوزن الزائد أو حتي غرامات الغاء أو تغيير ميعاد الحجز، معرفتك المسبقة لتلك الغرامات والتكاليف الاضافية قد تكون عاملا حاسما في حصولك علي حجز أرخص تذاكر الطيران. و بالتأكيد فجميع تلك المعلومات متوافرة بقدر كبير من التفصيل علي مواقع الخطوط الجوية. وغالبا ما تستغل مواقع وكالات السفر جهل المسافر بتلك المعلومات فتعرض أسعار غير شاملة لأسعار الأمتعة مثلا، مما يجعل أسعار تذاكر الطيران تبدو أقل بكثير من تلك المعروضة علي مواقع الخطوط الجوية.

عامل الوقت والاتاحة: غالبا ما تعرض مواقع وكالات السفر أكثر من سعر لنفس الرحلة في نفس التوقيت من نفس شركة الطيران، وفي الحقيقة يكون ذلك بسبب التلاعب في توقيتات السفر. حيث تستطيع خوارزميات البحث في مواقع وكالات السفر أن تعدل من تاريخ رحلات الربط فتجعل وقت الرحلة أكثر انتظارا مما يجعلها أرخص سعرا.

العروض والخصومات: دائما ما تقوم شركات الطيران بعمل عروض و خصومات لتنشيط المبيعات، تفاصيل تلك العروض وكيفية الاستفادة منها تكون دائما متاحة علي مواقع الخطوط الجوية، و في أغلب الأحوال تكون مرتبطة بالحجز علي تلك المواقع. وعلي الجانب الاخر ربما لا تكون تلك العروض متاحة للحجز عبر وكلاء السفريات أو يتم حجبها من قبل بعض الوكلاء الذين يرغبون في تحقيق أرباح من خلال تلك العروض.

الخدمات الوهمية: غالبا ما تعرض مواقع وكالات السفر العديد من الخدمات الوهمية المرتبطة بالحجز بأسعار مبالغ فيها، وتلح في عرضها علي المسافر أثناء الحجز مثل خدمات التأمين ضد الغاء السفر أو خدمة تتبع الأمتعة المفقودة أو غيرها من الخدمات الغير مدعومة من الخطوط الجوية أصلا وتمثل قيمتها ربحا صافيا لوكالات السفر.

خدمة عملاء رديئة: توفير النفقات هو أهم عامل من عوامل زيادة ربحية مواقع وكالات السفر، حيث يتم الاعتماد علي شركات وافراد غير مدربين لخدمة عملاء هذه الشركات مع خطوط هاتف محدودة السعة، مما يسبب الكثير من المعاناة للحاجزين علي مواقع وكالات السفر.

هل الحجز عل مواقع وكالات السفر آمن؟

مشكلة رد الأموال المسافرين المدفوعة نظير تذاكر الطيران الملغاة بسبب جائحة كورونا، كشفت النقاب عن الوجه القبيح لمواقع حجز تذاكر الطيران التابعة لوكلاء السفر. حيث انتهجت شركات وكالات السفر سياسة جشعة ورفضت رد أموال المسافرين، واغلق بعضها مراكز الاتصال في وجه العملاء، واخذ البعض الاخر في مساومة العملاء بين قبول قسائم أو مواجهة رسوم الغاء باهظة تصل الي 100 دولار لكل تذكرة اذا أصروا علي رد الأموال. و واجه الالاف من المسافرين الكثير من المصاعب اثناء محاولة رد اموالهم، واضطر الحاجزين علي مواقع وكالات السفر أن يتعاملو مع جهتين بدلا من جهة واحدة (خطوط الطيران و وكالات السفر).

كان ذلك بمثابة درس قاس لجميع المسافرين الحاجزين علي مواقع وكالات السفر، لن نذكر أسماء تلك الوكالات فكلهم ينتهجون نفس السياسات الجشعة. يمكنك استخدام مواقعهم للبحث عن اسعار التذاكر ومعرفة العروض، ولكن عندما تأتي ساعة الدفع، أحرص علي أن يتم الحجز علي موقع شركة الخطوط الجوية التي يكون اسمها علي جسم الطائرة التي ستسافر علي متنها.

الأربعاء، 6 مايو 2020

منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو ICAO

 منظمة الطيران المدني الدولي ICAO International Civil Aviation Organization هي منظمة دولية تتبع الأمم المتحدة، متخصصة في وضع مبادئ وتطوير وتخطيط معايير الملاحة الجوية علي مستوى العالم بهدف ضمان نمو منظم وآمن لقطاع النقل الجوي. ويقع مقرها في مدينة مونتريال الكندية.

يقوم مجلس المنظمة بوضع واعتماد معايير الملاحة الجوية، والبنية التحتية الجوية، والممارسات القياسية للنقل الجوي، وعبور المجالات الجوية، والتفتيش علي الطيران، ومنع أنشطة وممارسات الطيران الغير مشروعة. كما تضع، طبقا لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني، معايير والبروتوكولات التي يجب علي سلطات الطيران الوطنية اتباعها في حالة التحقيق في الحوادث الجوية.

وتحتوى الايكاو علي هيئة فنية داخلية مكونة من 19 مفوضا يعينهم مجلس الهيئة بناءا علي ترشيح الدول الأعضاء تسمى لجنة الملاحة الجوية Air Navigation Commission ANC، وهم خبراء فنيين مستقلين وليسو سياسيين أو ممثلين عن دولهم. وتتلخص وظيفتهم في وضع الممارسات والمعايير القياسية للملاحة الجوية وعرضها علي مجلس الهيئة بهدف اعتمادها من الدول الأعضاء.

منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو ICAO

تاريخ الإيكاو

كانت المفوضية الدولية للملاحة الجوية (ICAN) رائدة منظمات الطيران المدني الدولي. عقدت أول اتفاقية لها في عام 1903م في برلين، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاقات بين الدول الثماني التي حضرت. في المؤتمر الثاني عام 1906م، الذي عقد أيضًا في برلين، حضرت 27 دولة. الاتفاقية الثالثة، التي عقدت في لندن عام 1912م، خصصت أول إشارات لاسلكية لاستخدامها من قبل الطائرات. واستمرت ICAN في العمل حتى عام 1945م.

وقع اثنان وخمسون دولة على اتفاقية شيكاغو بشأن الطيران المدني الدولي، في شيكاغو، إلينوي، في 7 ديسمبر 1944م. وبموجب شروطها، تم إنشاء منظمة طيران مدني دولية مؤقتة، وتم استبدالها بمنظمة دائمة عندما صدقت 26 دولة على الاتفاقية. وبالتالي، بدأت PICAO العمل في 6 يونيو 1945م، لتحل محل ICAN. صادقت الدولة الـ 26 على الاتفاقية في 5 مارس 1947م، وبالتالي تم تفكيك PICAO في 4 أبريل 1947م واستبدلت بمنظمة الطيران المدني الدولي، التي بدأت عملياتها في نفس اليوم. في أكتوبر 1947م، أصبحت المنظمة وكالة تابعة للأمم المتحدة في إطار المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لها (ECOSOC).

وتعتبر اتفاقية الطيران المدني الدولي وتعديلاتها من عام 1948م حتى عام 2006م، هي النظام الأساسي للايكاو والوثيقة المنظمة للطيران المدني الدولي.

العضوية

اعتبارًا من أبريل 2019م، كان هناك 193 عضوًا في منظمة الإيكاو، يتألفون من 192 من أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 (جميعهم باستثناء ليختنشتاين، التي تفتقر إلى مطار دولي)، بالإضافة إلى جزر كوك.

على الرغم من أن ليختنشتاين ليست طرفا مباشرا في المنظمة، فقد فوضت حكومتها سويسرا لإبرام المعاهدة نيابة عنها، وتنطبق المعاهدة في أراضي ليختنشتاين.

كانت جمهورية الصين (تايوان) من الأعضاء المؤسسين للمنظمة ولكن تم استبدالها بجمهورية الصين الشعبية بصفتها الممثل القانوني لتايوان في عام 1971م، وبالتالي لم تشارك في المنظمة. وفي عام 2013م، دعيت تايوان للمرة الأولى لحضور جمعية، في دورتها الثامنة والثلاثين، كضيف تحت اسم تايبيه الصينية. اعتبارًا من سبتمبر 2019م، لم تتم دعوتها للمشاركة مرة أخرى بسبب تجدد ضغط الصين الشعبية. تؤيد الحكومة المضيفة كندا إدراج تايوان في المنظمة. يأتي الدعم أيضًا من القطاع التجاري الكندي، حيث قال رئيس جمعية النقل الجوي الكندي في عام 2019م أنه "يتعلق الأمر بالسلامة في مجال الطيران، لذلك من وجهة نظر تشغيلية وغير سياسية، أعتقد أن تايوان يجب أن تكون موجودة.

يتم انتخاب مجلس المنظمة من قبل الجمعية العامة للمنظمة كل 3 سنوات ويتكون من 36 عضوا ينتخبون في 3 مجموعات. تم انتخاب المجلس الحالي في أكتوبر 2019م.

معايير الملاحة الجوية والنقل الجوي

تعمل منظمة الطيران المدني الدولي على توحيد وظائف معينة للاستخدام في صناعة الطيران، مثل نظام معالجة رسائل الطيران Aeronautical Message Handling System AMHS  مما يجعلها منظمة معايير.

ينبغي أن يكون لدى كل بلد كتيبات معلومات طيران (AIP) منشورة ويمكن الوصول إليها بسهولة، استناداً إلى المعايير التي حددتها الإيكاو، والتي تحتوي على المعلومات الضرورية للملاحة الجوية. يُطلب من البلدان تحديث كتيبات AIP الخاصة بها كل 28 يومًا، وبالتالي توفير لوائح وإجراءات ومعلومات محددة لكل بلد حول المجال الجوي والمطارات. كما تفرض معايير المنظمة أنه يجب نشر المخاطر المؤقتة على الطائرات بانتظام باستخدام اشعارات الطيارين NOTAMs.

تحدد المنظمة الغلاف الجوي القياسي الدولي (المعروف أيضًا باسم الغلاف الجوي القياسي لمنظمة الإيكاو)، وهو نموذج للتغير القياسي للضغط ودرجة الحرارة والكثافة واللزوجة مع الارتفاع في الغلاف الجوي للأرض. يستخدم ذلك في معايرة الأجهزة وتصميم الطائرات.

تنشط المنظمة في إدارة البنية التحتية، بما في ذلك أنظمة الاتصالات والملاحة والمراقبة وإدارة الحركة الجوية (CNS / ATM)، والتي تستخدم التقنيات الرقمية (مثل أنظمة الأقمار الصناعية مع مستويات مختلفة) من أجل الحفاظ على نظام عالمي سلس لإدارة الحركة الجوية.

معايير جواز السفر

وضعت منظمة الطيران المدني الدولي معايير لجوازات السفر المقروءة آليًا، وتحتوي جوازات السفر المقروءة آليًا على منطقة تُكتب فيها بعض المعلومات المكتوبة بطريقة أخرى في شكل نصي أيضًا على شكل سلاسل من الأحرف الأبجدية الرقمية، مطبوعة بطريقة مناسبة للتعرف البصري على الأحرف. وهذا يمكّن مراقبي الحدود وغيرهم من وكلاء إنفاذ القانون من معالجة جوازات السفر بسرعة أكبر، دون الحاجة إلى إدخال المعلومات يدويًا في جهاز الكمبيوتر.

يغطي معيار أحدث جوازات السفر البيومترية، التي تستخدم القياسات الحيوية للمصادقة على هوية المسافرين. يتم تخزين معلومات جواز السفر الهامة على شريحة كمبيوتر RFID صغيرة، مثل المعلومات المخزنة على البطاقات الذكية. تدعو معايير الايكاو الي تصميم دفتر جواز السفر بشريحة تلامس مدمجة قادرة على الاحتفاظ ببيانات التوقيع الرقمي لضمان تكامل جواز السفر مع نظم البيانات البيومترية.

رموز المطارات

تستخدم المنظمة رمز لكل مطار مكون من 4 أحرف (مقابل الرموز المكونة من 3 أحرف في IATA). يعتمد رمز الايكاو على منطقة وبلد المطار - على سبيل المثال، مطار شارل ديغول لديه رمز LFPG، حيث يشير L إلى جنوب أوروبا، F فرنسا، و PG باريس ديغول. في معظم أنحاء العالم، لا ترتبط رموز الايكاو برموز الاياتا الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA). على سبيل المثال، مطار شارل ديغول لديه رمز الاياتا CDG. ومع ذلك، تتألف رموز الايكاو بالولايات المتحدة من الحرف K بجانب رمز الاياتا. على سبيل المثال، رمز الاياتا لمطار لوس انجلوس الدولي هو LAX وبالتالي يكون رمز الايكاو له هو KLAX. تتبع كندا نمطًا مشابهًا، حيث تُضاف عادة حرف C إلى رمز الاياتا لإنشاء رمز الايكاو. على سبيل المثال، رمز مطار كالغاري الدولي هو YYC أو CYYC. على النقيض من ذلك، توجد المطارات في هاواي في منطقة المحيط الهادئ، تبدأ رموزها بـ PH مثل رمز مطار كونا الدولي هو PHKO. وبالمثل، المطارات في ألاسكا  تبدأ PA، على سبيل المثال رمز مطار ميريل فيلد هو PAMR. لاحظ أنه لم يتم تعيين رموز لجميع المطارات في كلا النظامين؛ على سبيل المثال، المطارات التي ليس لديها خدمة طيران لا تحتاج إلى رمز IATA.

رموز شركات الطيران

كما تقوم منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) بتعيين رموز طيران من 3 أحرف لكل شركة خطوط جوية، مقابل رموز الاتحاد الدولي للنقل الجوي الأكثر شيوعًا المكونة من حرفين. على سبيل المثال، UAL مقابل UA لشركة يونايتد إيرلاينز. كما توفر المنظمة رموز النداء لمشغلي الطائرات في جميع أنحاء العالم، وهي تسمية مكونة من كلمة واحدة أو كلمتين تستخدم للاتصال بالراديو على غرار اسم مشغل الطائرة. على سبيل المثال، رمز النداء الخاص شركة الخطوط الجوية اليابانية هو  Japan Air، وبالنسبة لشركة Aer Lingus هو Shamrock. وهكذا، ستُكتب رحلة طيران تابعة للخطوط الجوية اليابانية برقم 111 على النحو "JAL111" وستنطق "Japan Air One One One" على الراديو، في حين ستكتب طائرة إير لينغس ذات الرقم المماثل على أنها "EIN111" وستنطق "Shamrock One One One". في الولايات المتحدة، تتطلب ممارسات إدارة الطيران الفيدرالية أن يتم نطق أرقام رقم الرحلة بتنسيق المجموعة ("Japan Air One Eleven" في المثال أعلاه) بينما يتم استخدام الأرقام الفردية لرقم الذيل الخاص بالطائرة المستخدم في الرحلات المدنية غير المجدولة.

تسجيل الطائرات

تحافظ الإيكاو على معايير تسجيل الطائرات ("أرقام الذيل")، بما في ذلك الرموز الأبجدية الرقمية التي تحدد بلد التسجيل. على سبيل المثال، الطائرات المسجلة في الولايات المتحدة لها أرقام الذيل تبدأ بـ N.

مميزات نوع الطائرات

كما أن المنظمة مسؤولة عن إصدار رموز من نوع حرف أبجدي رقمي من 2 إلى 4 لأنواع الطائرات التي يتم توفيرها في الغالب مع خدمة الحركة الجوية. توفر هذه الرموز تعريفًا مختصرا لنوع الطائرة، يستخدم عادةً في خطوط الطيران. على سبيل المثال، يتم إعطاء البوينج 747-100 و -200 و -300 رموز B741 و B742 و B743 على التوالي.

استخدام النظام الدولي للوحدات

توصي المنظمة بتوحيد وحدات القياس في الطيران بناءً على النظام الدولي للوحدات (SI)، وهو بمثابة النسخة المحدثة من النظام المتري للقياسات، وهذا ما يجعل وحدات SI مفضلة تقنيًا، ولكن في الممارسة العملية، لا تزال الوحدات التالية قيد الاستخدام على نطاق واسع داخل الطيران التجاري مع أنها خارج النظام الدولي للوحدات: عقدة (kn) للسرعة، ميل بحري (nm) للمسافة، وقدم (ft) للارتفاع. تم السماح بتلك الوحدات للاستخدام المؤقت منذ عام 1979م، ولكن لم يتم تحديد تاريخ إنهاء العمل بها حتى الآن. منذ عام 2010م، توصي المنظمة باستخدام: كيلومتر في الساعة (km/h) للسرعة أثناء التحليق، متر في الثانية (m/s) لسرعة الرياح أثناء الهبوط، كيلومترات (km) للمسافة، ومتر (m) للارتفاع.

الشفافية

في يناير 2020م، حظرت منظمة الطيران المدني الدولي عددًا من حسابات مستخدمي تويتر بما في ذلك محللون سياسيون وموظفون بالكونغرس الأمريكي وصحفيون ذكروا تايوان في تمرير تغريدات تتعلق بالمنظمة. وكذلك العديد من التغريدات المتعلقة بجائحة فيروس كورونا 2019-2020 واستبعاد تايوان من نشرات السلامة والصحة للمنظمة بسبب الضغط الصيني. ورداً على أسئلة من المراسلين، نشرت المنظمة تغريدة تفيد بأن ناشري "المواد غير ذات الصلة والمساومة والمسيئة" سيتم "منعهم". منذ هذا الإجراء، اتبعت المنظمة سياسة حظر أي شخص ينتقد سياساتها. انتقدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بشدة فشل المنظمة في التمسك بمبادئ العدل والدمج والشفافية من خلال إسكات الأصوات المعارضة غير المخلّة. كما انتقد السناتور الأمريكي ماركو روبيو تلك الخطوة. كما انتقدت وزارة خارجية تايوان والمشرعون التايوانيون تلك الخطوة مع نشر تغريدة لـ جاوشيه جوزيف وو وزير خارجية تايوان لدعم أولئك المحظورين.

رفض أنتوني فيلبن، رئيس اتصالات الأمين العام لمنظمة الإيكاو، أي وكل الانتقادات التي وجهت للمنظمة قائلاً "شعرنا بأننا مُبررون تمامًا في اتخاذ الخطوات التي قمنا بها للدفاع عن سلامة المعلومات والمناقشات التي يجب على متابعينا الحكم عليها بشكل معقول". في 1 فبراير 2020م، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا صحفيًا انتقدت فيه بشدة إجراءات المنظمة، واصفة إياها بأنها "شائنة وغير مقبولة ولا تلائم منظمة تابعة للأمم المتحدة".

حماية المستهلك

تحتوي اتفاقية توحيد قواعد النقل الجوي الدولي (اتفاقية مونتريال) التي اعتمدها اجتماع دبلوماسي للدول الأعضاء في منظمة الإيكاو في 28 مايو 1999م، على بعض الأحكام التي تمنح الحقوق للمسافرين، أهمها:

  • تنص الاتفاقية على أن الناقل مسؤول عن الضرر الذي يحدث في حالة وفاة أو إصابة جسدية للراكب إذا وقع الحادث الذي تسبب في الوفاة أو الإصابة على متن الطائرة أو في سياق أي من عمليات الاقلاع أو الهبوط ( المادة 17.1).
  • يكون الناقل مسؤولاً أيضًا عن الأضرار التي لحقت بالمسافر في حالة تدمير أو فقدان أو تلف الأمتعة المسجلة، إذا وقع الحدث الذي تسبب في الضرر خلال أي فترة كانت خلالها الأمتعة المسجلة في حوزة الناقل (المادة 17.2).
  • وأخيرًا، تشير الاتفاقية أيضًا إلى أن الناقل مسؤول عن الضرر الناجم عن التأخير في النقل الجوي للركاب أو الأمتعة أو البضائع، إلا إذا كان الناقل قادرًا على إثبات أنه اتخذ جميع التدابير لتجنب الضرر (المادة 19).

علاوة على ذلك، طورت منظمة الطيران المدني الدولي أيضا مواد إرشادية في مجالات مثل عقد النقل، وضمان أجرة السفر، والأمتعة، والإفصاح عن التعريفات، ورفض الصعود إلى الطائرة وتقاسم الرموز. يمكن العثور على هذا التوجيه، من بين أمور أخرى، في مادة السياسة والتوجيه بشأن التنظيم الاقتصادي للنقل الجوي الدولي (Doc 9587).

في عام 2003م، كانت الإيكاو على علم بالفعل بمسألة حماية المستهلك. وبالفعل، خلص المؤتمر العالمي الخامس للنقل الجوي (مونتريال، 24-28 مارس 2003م) إلى أنه ينبغي على الدول أن تقلل الاختلافات في محتوى وتطبيق اللوائح، بهدف تجنب عدم اليقين القانوني الذي يمكن أن ينشأ عن تطبيق القوانين الوطنية خارج الأراضي الإقليمية. بناء على توصية ATConf / 5، وبغية مساعدة الدول، أعدت أمانة الايكاو ملخصا لردود شركات الطيران والاستجابات الحكومية على بعض أبرز قضايا حماية المستهلك.

وفقا للاجتماع الحادي عشر للجنة تنظيم النقل الجوي (ATRP / 11) التي عقدتها المنظمة في يونيو 2012م، أجرت الايكاو دراسة عن مدي فعالية لوائح حماية المستهلك.

بمناسبة المؤتمر العالمي السادس للنقل الجوي (مونتريال، من 18 إلى 22 مارس 2013م) ، أقرت منظمة الطيران المدني الدولي بحقيقة أن المزيد والمزيد من الدول كانت تعتمد لوائح متباينة في مجال حقوق الركاب الجويين وأن هناك حاجة إلى نهج منسق. بناء على توصية هذا المؤتمر، وكما أقره المجلس والجمعية (A38)، وضعت الايكاو، بعد التشاور مع الدول، المبادئ الأساسية لحماية المستهلك. وقد تم تصميمها لتوجيه الدول وأصحاب المصلحة المعنيين في الصناعة في التعامل مع مسائل حماية المستهلك.

تنقسم المبادئ الأساسية لحماية المستهلك إلى ثلاثة أجزاء حسب ما إذا كان يجب تنفيذها قبل السفر أو أثناءه أو بعده. وتشجع المنظمة جميع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة المعنيين في الصناعة على مراعاة وتطبيق المبادئ الأساسية للمنظمة في صنع السياسات والممارسات التنظيمية والتشغيلية. واعترافا بالطبيعة الديناميكية لصناعة النقل الجوي، ستكون المبادئ الأساسية "وثيقة حية"، سيتم تنقيحها وتحسينها من وقت لآخر في عملية تنفيذها، على أساس الخبرات المكتسبة والتغذية المرتدة الواردة. يعد اعتماد هذه المبادئ الأساسية خطوة مهمة نحو التقارب والتوافق التنظيمي والتشغيلي في هذا المجال.

ودعت الجمعية، خلال دورتها التاسعة والثلاثين، الدول الأعضاء مرة أخرى إلى اعتماد نظم موحدة لحماية حقوق المسافرين.

قاعدة بيانات الايكاو عن لوائح حماية المستهلك الخاصة بالطيران

لتكملة إجراءاتها التوجيهية، تحافظ منظمة الطيران المدني الدولي على تحديث لقاعدة بيانات تحدد وتلخص القواعد المختلفة التي تبنتها الدول الأعضاء في مجال حماية المستهلك وخاصة في مجال حقوق المسافرين جوا. لذلك، تمكن قاعدة البيانات هذه الركاب من الوصول إلى معلومات حول حقوقهم في حالة تعطل الرحلة اعتمادًا على البلد الذي يسافرون إليه. كما يتيح للدول الأعضاء وأصحاب المصلحة المعنيين في الصناعة أن يكونوا على دراية بالقواعد المختلفة المطبقة في العالم في مجال حماية المستهلك. تم تطوير قاعدة البيانات غير الحصرية هذه بهدف توفير وصول سهل وسريع إلى المعلومات ذات الصلة.

الثلاثاء، 5 مايو 2020

الإتحاد الدولي للنقل الجوي IATA الإياتا

 الإتحاد الدولي للنقل الجوي IATA International Air Transport Association الإياتا هو اتحاد تجاري لشركات الطيران العالمية، تأسس في عام 1945م، ويقع مقره الرئيسي في كندا في مدينة مونتريال، وله مكاتب تنفيذية في جنيف، بسويسرا. وقد تم وصف الاتحاد منذ تأسيسه بأنه Cartel كارتل (تكتل من عدة منتجين يهدف الي تعزيز مصالحهم التجارية ومكاسبهم المادية)، بالإضافة إلى وضع المعايير الفنية لشركات الطيران، ينظم الاتحاد أيضًا مؤتمرات تعريفية تعد بمثابة منتدى لتحديد الأسعار.

يتكون الاتحاد من 290 شركة طيران، معظمها في المقام الأول شركات طيران رئيسية، تمثل 117 دولة، تمثل شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد ما يقرب من 82 ٪ من إجمالي الحركة الجوية لأميال المقاعد المتاحة available seat miles (مقياس لسعة الطيران يمثل حاصل ضرب عدد المقاعد المتاحة في عدد الأميال الجوية المقطوعة، وهو الوحدة الانتاجية الأساسية لخطوط الطيران). يدعم الاتحاد نشاط شركات الطيران ويساعد على صياغة سياسات ومعايير الصناعة.

الإتحاد الدولي للنقل الجوي IATA الإياتا

تاريخ الإتحاد الدولي للنقل الجوي

تم تشكيل الإتحاد الدولي للنقل الجوي IATA في أبريل 1945 في هافانا، كوبا. وقد خلف الرابطة الدولية للملاحة الجوية International Air Traffic Association، التي تأسست عام 1919م في لاهاي بهولندا. تألف الاتحاد عند تأسيسه من 57 شركة طيران من 31 دولة. كان الكثير من عمل IATA المبكر تقنيًا وقدم مدخلات إلى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) التي تم إنشاؤها حديثًا، والتي انعكست في مرفقات اتفاقية شيكاغو، المعاهدة الدولية التي لا تزال تحكم التقنية الفنية للنقل الجوي الدولي الي اليوم.

تحديد الأسعار

لم تسفر اتفاقية شيكاغو عن إجماع على التنظيم الاقتصادي لصناعة الطيران. وتم تشكيل الإياتا IATA لملء الفراغ الناتج وتزويد شركات النقل الجوي الدولية بآلية لتحديد الأسعار.

في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، بدأت (IATA) في عقد مؤتمرات لتحديد أسعار السفر الجوي الدولي. صرح سكرتير الاتحاد الدولي للنقل الجوي J.G Gazdik ج.ج. غازديك بأن المنظمة تهدف إلى تحديد الأسعار بمستويات معقولة، مع إيلاء الاعتبار الواجب لتكلفة العمليات، من أجل ضمان أرباح معقولة لشركات الطيران. وصف الاتحاد بأنه "كارتل الطيران العالمي" حيث تمتعت IATA بالحصانة من قانون مكافحة الاحتكار في العديد من الدول.

من 1956م إلى 1975م، حددت قرارات اتحاد النقل الجوي الدولي عمولات وكلاء السفر بنسبة 7٪ من سعر تذكرة الطيران. جادل الباحث القانوني كينيث إلزينزا بأن سقف عمولة IATA أضر المستهلكين من خلال تقليل الحافز لوكلاء السفر لتقديم خدمة محسنة للمستهلكين.

في الوقت الذي كانت فيه العديد من شركات الطيران مملوكة للحكومة وتحقق الخسائر، كان الاتحاد يعمل بمثابة كارتل، واتهمته الحكومات بوضع هيكل سعر ثابت يتجنب المنافسة السعرية. عقد مؤتمر المرور الجوي الأول في عام 1947م في ريو دي جانيرو وتوصل إلى اتفاق بالإجماع على حوالي 400 قرار. روى المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي ويليام هيلدريد أن حوالي 200 من القرارات في مؤتمر ريو دي جانيرو تتعلق بإنشاء هيكل موحد للتعريفات المفروضة على النقل الجوي الدولي.

وفقا للخبير الاقتصادي باسكال سالين، أجبر نظام تحديد الأسعار في الإتحاد الدولي للنقل الجوي شركات الطيران على محاولة التمييز بين نفسها من خلال جودة تجربة الركاب. ورد الاتحاد بفرض قيود صارمة على جودة خدمات الطيران. في عام 1958م، أصدر الاتحاد قرارًا رسميًا يمنع شركات الطيران من تقديم شطائر بها مكونات "فاخرة" لركاب الدرجة الاقتصادية. لاحظ الاقتصادي والتر أدامز أن المنافسة المحدودة في الخدمة التي سمح بها الاتحاد تميل فقط إلى تحويل حركة المرور الجوي من شركة طيران إلى أخرى دون توسيع سوق النقل الجوي بشكل عام.

لم يتدخل مجلس الطيران المدني الأمريكي لوقف تثبيت الاسعار من جانب الإياتا. أدان أستاذ القانون لويس بي. شوارتز تقاعس المجلس باعتباره "تنازلًا عن المسؤولية القضائية". وفي عام 2006م، عدلت وزارة العدل الأمريكية أمرًا بسحب حصانة مكافحة الاحتكار للمؤتمرات التعريفات للاتحاد.

الاتحاد الدولي للنقل الجوي وحقوق المستهلك

من أكثر المفاهيم المغلوطة المنتشرة بين معتادي السفر بالطائرات، أن الاتحاد يمثل جهة محايدة يمكن أن تنظر في شكاوى المسافرين ضد شركات الطيران. وفي الحقيقة أن ذلك بعيد تماما عن الواقع، فوظيفة الاتحاد الأساسية هي حماية ورعاية مصالح أعضائه وهم بالأساس شركات الخطوط الجوية وليس المسافرين. ظهر ذلك جليا أثناء فضيحة رفض شركات الطيران لطلبات مئات الالاف من المسافرين لاسترجاع أموالهم النقدية التي دفعوها نظير تذاكر الطيران التي تم الغاؤها بسبب تعليق حركة الطيران علي مستوى العالم بدأ من مارس 2020م أثناء جائحة الفيروس التاجي المروعة. حيث حرصت شركات الطيران علي الابقاء علي تلك الأموال بحوذتها لأكبر فترة ممكنة وعرضت علي المسافرين الحصول علي قسائم سفر بقيمة تلك الأموال صالحة لفترة تصل الي عامين. بل ان بعض شركات الطيران و وكلاء السفريات قامو باغلاق مراكز الاتصال الخاصة بهم لتجنب مواجهة طلبات العملاء أو لتعطيلها. مما مثل معاناة رهيبة لمئات الالاف من المسافرين علي مستوى العالم في ذلك الوقت العصيب من تاريخ البشرية.

وكان موقف الاتحاد الدولي للنقل الجوي مزري، فقد دافع الاتحاد بقوة عن موقف شركات الطيران ولم يعتبر تصرفها انتهاكا لحقوق المستهلكين، وذلك بالرغم من أن القانون يفرض علي شركات الطيران رد أموال المسافرين نقدا خلال سبعة أيام من تاريخ الغاء الرحلات الجوية. بل أن الاتحاد عمل جاهدا علي حث جميع الحكومات علي تعليق العمل بالقوانين التي تفرض رد الأموال النقدية للمسافرين في ذلك الوقت الصعب، بدعوى أن ذلك يهدد العديد من شركات الطيران بالافلاس والالاف من العاملين بفقدان الوظائف لشح السيولة. في تصرف يعد أكبر فضيحة في تاريخ الإياتا وتاريخ السفر الجوي وفي تاريخ انتهاك حقوق المستهلكين لم تشهدها الأسواق من قبل.

السلامة الجوية

يدعي الاتحاد أن السلامة هي أولويته الأولي. الأداة الرئيسية للسلامة هي تدقيق السلامة التشغيلية IATA (IOSA). كما تم فرض معايير IOSA على مستوى الدولة من قبل العديد من البلدان. في عام 2017م، سجل الطيران عامه الأكثر أمانًا على الإطلاق، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في عام 2012م. حيث أصبح معدل حوادث الطائرات النفاثة الذي تم بناؤها في الغرب الجديد ما يعادل حادث واحد كل 7.36 مليون رحلة. سيتم تأسيس التحسينات المستقبلية على مشاركة البيانات التي تغذيها العديد من المصادر ويحتضنها مركز معلومات السلامة العالمي. في يونيو 2014م، قام IATA بتشكيل لجنة خاصة لدراسة تدابير تتبع الطائرات أثناء الطيران في الوقت الفعلي. جاءت هذه الخطوة ردا على الاختفاء دون أثر لطائرة الخطوط الجوية الماليزية رقم 370 في 8 مارس 2014م.

يتم تحديد عدد من المعايير الخاصة بالطيران التجاري تحت مظلة الاتحاد من أهمها معايير نقل البضائع الخطرة (HAZMAT).

تبسيط الأعمال

تم إطلاق مبادرة تبسيط الأعمال في عام 2004م من جانب الإياتا. وقد أدخلت هذه المبادرة عددًا من المفاهيم الأساسية لسفر الركاب، بما في ذلك التذكرة الإلكترونية وبطاقة الصعود إلى الطائرة المشفرة. يتم إنشاء العديد من الابتكارات الأخرى كجزء من مبادرة السفر السريع، بما في ذلك مجموعة من خيارات الأمتعة ذات الخدمة الذاتية.

برنامج مبتكر، تم إطلاقه في عام 2012م هو قدرة التوزيع الجديدة New Distribution Capability. سيؤدي ذلك إلى استبدال معيار المراسلة ماقبل الانترنت EDIFACT الذي لا يزال أساسًا لقناة نظام التوزيع العالمي / قناة وكيل السفر واستبداله بمعيار XML. سيؤدي ذلك إلى تمكين نفس الخيارات المتاحة للمتسوقين الذين يحجزون عبر وكلاء السفريات كما يتم تقديمها لأولئك الذين يحجزون مباشرة من خلال مواقع شركات الطيران. وقد تم رفع شكوى في وزارة النقل الأمريكية ضد هذا الاجراء بأكثر من 400 تعليق.

البيئة

وافق أعضاء الاتحاد الدولي للنقل الجوي وجميع أصحاب المصلحة في الصناعة على ثلاثة أهداف بيئية متسلسلة:

  • تحسين متوسط ​​في كفاءة استهلاك الوقود بنسبة 1.5٪ سنويًا من عام 2009م حتى عام 2020م
  • وضع سقف لصافي انبعاثات الكربون من الطيران من عام 2020م (نمو محايد للكربون)
  • استهداف انخفاض بنسبة 50٪ في صافي انبعاثات كربون الطيران بحلول عام 2050م مقارنة بمستويات عام 2005م.

في الاجتماع العام السنوي لـ الإياتا لعام 2013م في كيب تاون، جنوب أفريقيا، أيد الأعضاء بأغلبية ساحقة قرارًا بشأن "تنفيذ استراتيجية النمو المحايد لانبعاثات الكربون (CNG2020)". وانتقد ممثل الاتحاد الأوروبي للنقل والبيئة القرار بالاعتماد على تعويضات الكربون بدلاً من التخفيضات المباشرة في انبعاثات الكربون من الطيران.

خدمات اخرى

يقدم IATA خدمات استشارية وتدريبية في العديد من المجالات المتعلقة بالطيران والسفر الجوي.

الأحد، 3 مايو 2020

مشكلة الغاء الرحلات الجوية وكيفية استرداد النقود

اذا كانت لك رحلة طيران قد الغيت بسبب الجائحة فهذا التقرير المفصل يمكن أن يساعدك علي استرداد نقودك أو علي الأقل ستتعرف علي حقوقك في مثل هذه الحالات.

نشر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إدوارد ماركي وإليزابيث وارن وريتشارد بلومنتال وكامالا هاريس نتائج التحقيق في إجراءات شركات الطيران في خضم الجائحة.

لقد توقف السفر الجوي تمامًا مع استمرار نمو عدد حالات الاصابة بالفيروس حول العالم. انخفض عدد الركاب بنسبة 97 ٪، وفقًا لمجموعة شركات الطيران الصناعية الأمريكية، حيث وصل إلى مستويات لم يشهدها منذ الخمسينيات. وتلاحظ المجموعة أن متوسط ​​الرحلة اليوم لا ينقل سوى 10 ركاب، نزولًا من حوالي 100 قبل أزمة الفيروس التاجي.

مع تفاقم الأزمة، سرعان ما بدأت شركات الطيران في تبني سياسات مريحة تسمح للركاب بتلقي قسائم السفر وإعادة حجز الرحلات دون تكبد رسوم إذا أرادوا تغيير خطط سفرهم. لكن شركات الطيران كانت أكثر صرامة عندما يتعلق الأمر باسترجاع كامل المبالغ المدفوعة من قبل المسافرين.

في المجموع، تعرض شركات الطيران الأمريكية رد أكثر من 10 مليار دولار نقدًا للعملاء في شكل قسائم، بناءً على حسابات المشرعين. في حين رفضت معظم شركات الطيران تأكيد قيمة القسائم التي قدموها.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ في بيان مشترك: "إذا قامت هذه الشركات برد تلك الأموال للعملاء، فسوف يوفر ذلك حافزًا مهمًا للعائلات المتعثرة". لهذا السبب نحث شركات الطيران مرة أخرى على إنهاء سياساتها المناهضة للمستهلكين ورد المبالغ المدفوعة نقديا خلال هذه الظروف الطارئة ".

أرسل المشرعون الديمقراطيون استفسارات إلى 11 شركة طيران. وقالت JetBlue في ردها على استفسار أعضاء مجلس الشيوخ أنها أصدرت أكثر من 20 مليون دولار في اليوم في شكل قسائم للمستهلكين في الأسابيع القليلة الأولى من مارس. وصل أعضاء مجلس الشيوخ إلى رقم 10 مليار دولار بناءً على حصة JetBlue في السوق المحلية، بافتراض أن الاتجاه كان حتى خلال شهر مارس وعبر الصناعة.

مشكلة الغاء الرحلات الجوية وكيفية استرداد النقود

ستعطيك معظم شركات الطيران قسيمة فقط إذا قمت بإلغاء رحلتك

من بين شركات الطيران التي اتصل بها المشرعون، قالت شركات Allegiant  و Spirit SAVE إنهما كانتا تقومان برد أموال للمسافرين الذين قاموا بإلغاء تذاكرهم طواعية واستباقا خلال الأزمة.

أخبرت شركات طيران أخرى، بما في ذلك United UAL ،Delta DAL ،American AAL، و Southwest LUV، المشرعين أنهم كانوا يقدمون المبالغ المستردة للعملاء فقط في الحالات التي تختار فيها شركة الطيران نفسها الإلغاء أو تغيير مسار الرحلة بشكل كبير. لذلك، يمكن للمسافرين الذين يرغبون في إلغاء تذاكرهم بشكل استباقي مع شركات الطيران هذه استرداد الأموال في شكل قسيمة. وفي معظم الحالات، يكون لهذه القسائم تاريخ انتهاء صلاحية.

بالإضافة إلى ذلك، قالت إحدى شركات الطيران، Hawaiian HA، إنها ستوفر المبالغ المستردة للعملاء إذا تلقوا قسيمة في الأصل بعد أن قاموا بإلغاء رحلة استباقية قامت شركة الطيران بإلغائها بعد ذلك.

لكن المناصرين يقولون إن هذه السياسات ليست صديقة للمستهلكين. قال كريس إليوت، أحد مدافعي المستهلك عن السفر: "لا فائدة من أخذ القسيمة". "كل الفائدة لشركة الطيران."

وقالت خطوط فرونتير الجوية خلال ردها على أعضاء مجلس الشيوخ. "ستواصل فرونتير تقييم سياسات رسوم التغيير والإلغاء لدينا بشكل مستمر، وتلتزم فرونتير بتوفير كامل المبالغ المستردة للعملاء المؤهلين لاسترداد الأموال على النحو الذي تحدده قواعد الأسعار وعقود النقل المتعلق بتذاكرهم".

أما شركة Southwest South فقالت "أن العملاء على الرحلات الملغاة يمكنهم طلب استرداد الأموال إلى وسيلة الدفع الأصلية. في الحالات التي يلغي فيها العميل السفر بشكل استباقي ، تقدم شركة الطيران قسائم سارية حتى 7 سبتمبر 2022م. وقال المتحدث باسم الشركة  إن هذا الإطار الزمني "تم تمديده من الإطار الزمني المعتاد لمدة عام واحد من تاريخ الشراء، في ظل الظروف الحالية".

وقالت متحدثة باسم يونايتد ايرلاينز United Airlines: "منذ بداية الحدث الجائحة قمنا بتنفيذ سياسات جديدة لمنح عملائنا المرونة خلال هذه الأوقات غير العادية من خلال السماح لهم بتغيير خطط سفرهم بدون رسوم". يمكن للمسافرين المؤهلين طلب استرداد الأموال "إذا تم تعديل رحلاتهم بشكل كبير أو تم تعليق الخدمة لوجهتهم إما بسبب التفويضات الحكومية أو تخفيضات جدول يونايتد."

وقال متحدث باسم دلتا ايرلاينز Delta Air Lines إن الشركة ستقدم "كامل المبالغ المستردة للركاب المؤهلين الذين قمنا بإلغاء رحلة لهم أو قمنا بتغيير كبير في الجدول الزمني لحلاتهم." وقالت الشركة إن دلتا قامت في مارس 2020م بمعالجة أكثر من مليون عملية استرداد بقيمة إجمالية تجاوزت 500 مليون دولار.

يواجه العملاء تحديات في استرداد المبالغ المستردة، حتى عندما يحق لهم الحصول عليها

في حين تقول شركات الطيران إنها قدمت ملايين الدولارات من المبالغ المستردة للمستهلكين بعد إلغاء آلاف الرحلات الجوية خلال انتشار الوباء، اشتكى العديد من المستهلكين من اجراءات الحصول على هذه الأموال.

رفعت شركة المحاماة المعنية بحقوق المستهلك Tycko & Zavareei دعاوى قضائية جماعية ضد Southwest و Spirit، زاعمةً أن العديد من المستهلكين لا يتلقون المبالغ المستردة الكاملة التي يحق لهم الحصول عليها بعد إلغاء شركات الطيران هذه للرحلات في الأسابيع الأخيرة.

قالت تقارير مجموعة حماية المستهلك أن آلاف الأشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة اتصلوا بهم، مدعين أن شركات الطيران كانت تقدم فقط قسائم سفر للرحلات الملغاة بدلاً من استرداد المبالغ النقدية.

وقال المشرعون الديمقراطيون في تقريرهم "العديد من شركات الطيران كانت تحجب هذا الحق من خلال تقديم قسائم السفر كخيار افتراضي، مما يتطلب من الركاب اتخاذ خطوات مرهقة لطلب استرداد الأموال بدلاً من ذلك".

و بالرغم من الضغط المحموم من شركات الطيران واتحادهم التجاري الاياتا IATA لمحاولة تجنب فرض السلطات التنفيذية لاسترداد النقود، بدعوي أن ذلك يهدد العديد من الوظائف والشركات بالافلاس بسبب شح السيولة. الا أنه في وقت سابق من هذا الشهر ابريل 2020م، أصدرت وزارة النقل الأمريكية إشعارًا تنفيذيًا لتذكير شركات النقل الجوي المحلية والدولية العاملة في الولايات المتحدة بأنه "يجب رد أموال الركاب على الفور عندما يتم إلغاء رحلاتهم المجدولة أو تأخيرها بشكل كبير".

بموجب القانون، يمكن للمسافرين جواً في الولايات المتحدة استرداد أموالهم إذا تم إلغاء رحلتهم واختاروا عدم إعادة الحجز. يحق للمسافرين أيضًا استرداد الأموال في حالة حدوث تأخير كبير أو تغيير في الجدول الزمني لرحلاتهم، على الرغم من أن وزارة النقل لم تحدد تلك الشروط. وتقول الوزارة إنها تحدد ما إذا كان يحق للمسافرين استرداد الأموال لتأخير كبير على أساس كل حالة على حدة.

وقال إليوت إن ذلك خلق منطقة رمادية لشركات الطيران، مما قد يجعل من الصعب على المستهلكين استرداد الأموال.

وقال محللون إنه بينما تتجه شركات الطيران إلى تلقي مليارات الدولارات من أموال الإنقاذ من الحكومة الفيدرالية، فإن هذه الأموال مخصصة لمساعدة موظفي الشركات وليس المستهلكين.

الوضع مزري داخل الاتحاد الأوروبي

كان تحرك السلطات التنفيذية و التشريعية وجمعيات حماية المستهلك الأمريكية تحركا سريعا وايجابيا، وذلك بالرغم من الجدل المحموم الذي أخذ بعض الوقت، الا أن مصلحة المستهلك ودافع الضرائب انتصرت في النهاية وتم الزام الشركات برد الأموال. ولكن القصة مختلفة تمام بالاتحاد الأوروبي وداخل مفوضيته. فقد كان التحرك بطيئا وبيروقراطيا الي أبعد الحدود، واقتصر التحرك من قبل مؤسسات حقوق المستهلك الوروبية علي بعض التصريحات الصحفية هنا وهناك والتي لم تتعدي أن تكون ضجيجا بلا طحين.

وبالرغم من أن القانون في الاتحاد الأوروبي يلزم شركات الطيران برد كامل قيمة التذاكر في حالة الالغاء. لم يتم الابلاغ عن تشكيل أي لجان تحقيق أو استقصاء برلمانية من أي برلمان لدولة أوروبية، ولا من داخل المفوضية الأوروبية. ولم يتم الاعلان عن أي تحرك ايجابي من جانب منظمات حقوق المستهلكين في دول الاتحاد الأوروبي ضد سلوك شركات الطيران و وكلاء السفريات، وذلك بالرغم من تضرر مئات الالاف من المسافرين من دول الاتحاد.

تم الابلاغ عن حالات لجأت الي سلطات حماية المستهلك بدولة السويد، وذلك لأن السويد تعد مقرا للعديد من كبرى شركات وكلاء السفريات. وقد أكدت تلك الحالات أن طلبها قوبل بالرفض من قبل السلطات السويدية بدعوى أن تلك الحالات التجارية لا تخضع للقانون السويدي ولكن تخضع للقانون الدولي وبالتالي تم ابلاغهم بانهاء التحقيق في شكواهم.

بل الأدهي من ذلك، في 29 ابريل 2020م أبلغت وكالة رويترز للأنباء، أن وزراء النقل في 12 حكومة من دول الاتحاد الأوروبي طلبت من الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي تعليق القواعد التي تجبر شركات الطيران على تقديم المبالغ المستردة بالكامل للرحلات المُلغاة بدلاً من قسائم السفر، مما قد يؤدي الي استنزاف السيولة.

طلب وزراء النقل في بلجيكا وبلغاريا وقبرص وجمهورية التشيك وفرنسا واليونان وأيرلندا ولاتفيا ومالطا وهولندا وبولندا والبرتغال من المفوضية الأوروبية تعديلًا مؤقتًا لتلك القواعد.

المعاناة أسوأ مع وكلاء السفريات

مع توسع التجارة الالكترونية في صناعة السياحة و السفر، امتلاء مناخ الأعمال بالعديد من الشركات الصغيرة التي يقوم نموذج الأعمال لديها علي اعادة بيع تذاكر الطيران وحزم الرحلات. فتلك الشركات تعمل بمثابة الوسيط بين شركة الطيران والمسافر، وتقوم باعادة بيع تذاكر الطيران للمسافرين علي أن تحصل علي عمولة تتراوح بين 2-4% من السعر الأصلي لتذكرة الطيران. كما تقوم تلك الشركات ببيع عدد من الخدمات المتعلقة بالحجز لحسابها، مثل خدمة اختيار المقاعد والوجبات مسبقا، وخدمة التأمين ضد الالغاء، وخلافه.

تعتمد تلك الشركات علي سهولة عملية الحجز من خلال مواقعها التي تنفق الكثير من الأموال لجعلها أكثر سلاسة في الاستخدام من مواقع شركات الطيران الأصلية. وتقوم أيضا بعمل الكثير من العروض الترويجية التي يفضلها المسافرون. حيث غالبا ما تقوم بعرض تخفيض بسيط علي أسعار التذاكر مع الاعلان عنه علي نطاق واسع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الغالب تنجح تلك الاستراتيجية في جذب العديد من المسافرين المعتادين الذين يرغبون في توفير بعض النقود.

تجربة السافرين في استرداد أموالهم من تلك الشركات كانت مريرة، حيث يضطر الحاجزين من خلال تلك الشركات الي الاتصال والتعامل مع جهتين بدلا من جهة واحدة لاسترداد أموالهم. فتلك الشركات غالبا ما لاتمتلك مراكز اتصال متطورة مثل شركات الطيران، ولا تملك عدد كبير من الموظفين. الا أن تلك الشركات هي التي تقوم بتحصيل المبالغ من المسافرين نظير حجز تذاكرهم، وتحجز الجزء الخاص بربحها وتقوم بتحويل ثمن التذكرة الأصلي لشركة الطيران.

هنا تصبح عملية الاسترداد معقدة، وقد أبلغ الالاف من المسافرين عن معاناتهم في التعامل مع تلك الشركات أثناء طلب استرداد أموالهم. فقد انتهجت معظم تلك الشركات سياسات جشعة في التعامل مع المستهلكين تم الابلاغ عنها في العديد من الرسائل و المنشورات علي الانترنت، مثل:

  • قامت بعض الشركات باغلاق مراكز الاتصال الخاصة بها والاكتفاء بالتعامل من خلال البريد الالكتروني
  • جميع المسافرين الذين قدمو طلبات استرداد أموال من تلك الشركات تلقو بريدا الكترونيا أوتوماتيكيا يبلغهم بعدم التمكن من الرد علي طلبهم خلال وقت قصير، ويطلب منهم الانتظار الي أجل غير مسمي
  • ادعى بعض وكلاء السفريات أن عملية رد الأموال خارج اختصاصهم، وأنهم يمكنهم فقط ارسال الطلب الي شركة الطيران والانتظار حتي يتم الموافقة علي الطلب. وذلك بالرغم من أن شركات وكلاء السفريات هي من قامت بمعالجة وجمع المدفوعات من المسافرين وقت الحجز علي مواقعهم
  • ادعي العديد من وكلاء السفريات أن علي المسافرين الانتظار حتي ثمانية أسابيع قبل أن يتلقو أي رد علي طلبهم
  • عند الاتصال بشركات الطيران، أكد معظم شركات الطيران أن وكلاء السفريات يمكنهم رد الأموال مباشرة بدون الرجوع الي شركات الطيران، وأنهم لم يقومو بفرض غرامات الغاء علي تذاكرهم.
  • في الحالات التي تلقت رد من وكلاء السفريات علي طلب استرداد النقود الخاص بهم، تلقو بريدا الكترونيا يعرض عليهم قسائم السفر فقط بدون خيار لاسترداد النقود
  • الحالات التي أصرت علي استرداد نقودها فرضت عليهم وكلاء السفريات عمولة استرداد وصلت الي 100 دولار عن كل تذكرة سفر.

وقد مثل كل هذا عبئا كبيرا ومعاناة لانهائية لمعظم المسافرين الذين قامو بالحجز علي مواقع تلك الشركات، التي يبدوا أنها قد نجحت في حصد الكثير من المكاسب الصافية خلال تلك الأزمة عن طريق فرض غرامات الألغاء بدون وجه حق. ويبدا أن تلك الشركات تعمل في منطقة أكثر رمادية من تلك التي تعمل بها شركات الطيران نفسها خلال الأمة. لذلك ننصح جميع المسافرين من تجنب التعامل مع تلك الشركات أو وكلاء السفريات، حتي لو كانت عروضهم مذهلة، فيجب الحرص علي حجز تذاكر السفر مع شركات خطوط الطيران مباشرة.

كيفية استرداد الأموال من شركة طيران أو وكيل السفريات

ستحسن بعض الخطوات التي يمكن أن يتخذها المستهلك من احتمالية استرداد الأموال في الوقت المناسب، وفقًا لمناصري المستهلك:

  • انتظر حتى قرب تاريخ السفر الخاص بك: تعطلت شركات الطيران بسبب طلبات الإلغاء ورد الأموال في الوقت الحالي. لا تقم بطلب الغاء رحلتك استباقيا ويفضل الانتظار لفترة حتي تقوم شركات الطيران بإلغاء رحلتك، مما يجعل استرداد الأموال أسهل.
  • اتصل بشركة الطيران: خطوط الهاتف في معظم شركات الطيران الآن مغمورة بالناس الذين قاموا بإلغاء أو تغيير خطط السفر. قال إليوت "لا تحاول الاتصال سيضعونك في الانتظار للأبد." وبدلاً من ذلك، يوصي بارسال الطلبات كتابةً.
  • اجمع المستندات: من الهام جدا أن تحصل علي ما يثبت الغاء رحلتك من جانب شركة الطيران، الأمر بسيط، فغالبا ما يتم ارسال العديد من الرسائل الالكترونية ورسائل ال SMS لاعلامك بالغاء الرحلة...اطبع نسخ من تلك الرسائل لاستخدامها في اثبات حقك لدي شركة الطيران.
  • انشر طلبك على وسائل التواصل الاجتماعي: إذا تم رفض استرداد أموالك، فربما تكون محظوظًا إذا اشتكيت على فيسبوك أو تويتر. توصي مجموعة PIRG الأمريكية، وهي مجموعة لمناصرة المستهلكين، على موقعها على الإنترنت: "إذا قام عدد كافٍ من الأشخاص بهذا الإجراء عن طريق نشر وسم لشركات الطيران أو سلسلة الفنادق، فقد يتسبب ذلك في إعادة النظر في سياستهم خلال هذه الفترة". كما أن هناك العديد من مجموعات التواصل التي أنشأها الالف المسافرين المتضررين من هذه الظروف، يمكنك الانضام لها و توحيد الجهود.
  • قيم شركة الطيران: قم بنشر تقييم عن تجربتك مع شركة الطيران أو وكيل السفريات علي جميع مواقع التقييم الخاصة بهم علي الانترنت، وأهمها أماكن جوجل Google Places، و تراست بيلوت Trustpilot، و يلب Yelp، و تريب أدفايزر Tripadvisor. فكشف سمعت هذه الشركات يمكن أن يمثل ورقة ضغط كبيرة التأثير علي تعاملهم مع المستهلكين.
  • اتصل بالبنك أو شركة بطاقة الائتمان: معرفة ما إذا كانت شركة بطاقة الائتمان الخاصة بك يمكن أن تساعد مهم جدا. فيمكنك أن تقوم بتقديم طلب استرداد أموالك من خلال البنك أو شركة بطاقة الائتمان علي أساس أن "السلع أو الخدمات المشتراة لم يتم استلامها". قال العديد من جهات إصدار بطاقات الائتمان إنهم يخففون من قواعد استرداد الأموال الخاصة بالمشتريات المتعلقة بالسفر في الوقت الحالي، على حد قول فريق PIRG الأمريكية.
  • تقدم بشكوى رسمية الي سلطات حماية المستهلك: في كل دولة توجد جهات محلية وسلطات لحماية المستهلك ينظم عملها القانون المحلي، يمكنك اللجوء الي تلك الجهات بشكوى رسمية لاسترداد حقك.
  • الجأ للقضاء: هناك العديد من الوسائل القضائية التي يمكنك اللجوء اليها لاسترداد حقك، سواءا كانت "محكمة المطالبات الصغرى" أو غيرها، وفي الغالب اذا استطعت تجميع عدد من المسافرين المتضررين معك في قضية واحدة سيكون النجاح مضمونا والتكاليف أقل...استشر محاميك.

في الوقت التي كانت تصارع فيه البشرية ذلك الوباء المفزع، وفقد الكثير الأحباء، وعلق الكثير من المسافرين بعيدا عن أوطانهم وأحبائهم، وكانو في أمس الحاجة للمساعدة والتعاطف. مثلت تلك المشكلة والكم الرهيب من المعاناة التي تكبدها المستهلكون من خلالها، أكبر فضيحة في عالم السياحة والسفر بالطيران، بل أكبر فضيحة تنتهك حقوق المستهلكين، لم تشهدها الاسواق من قبل. ونرجو أن لا تشهدها في المستقبل، وأن يتحلى عالم الأعمال بالمزيد من الشفافية و العدل.